نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 315
الأيّام إلَّا رفعة ، والحالات إلَّا رياسة ، وإن كانت هذه الخصال قد كانت فيه وكانت معلومة معروفة ، لم تنقص من قدره عروة ، ولا فسخت من معاقد رياسته عقدة ، فيعلم الطَّاعن عليه أنّه إنّما يريد أن يطمس عين الشّمس ، ويردّ هبوب الريح . كان أبين النّاس في كلّ حال ، وأخطبهم في يوم حفل وتصنّع [1] ، وفي يوم أنس واسترسال . وهو صاحب الرّاية بخراسان ، وقد انغمس في حومة الحرب ثلاث مرّات [2] وهو يقول : < شعر > إنّ على كلّ رئيس حقّا أن يخضب الصّعدة أو تندقّا [3] < / شعر > وسار تحت لوائه الأقرع بن حابس ، وكان واليه على الجوزجان [4] ، ومشي في جنازته مصعب بن الزّبير بغير حذاء ولا رداء ، مع علمه بما قال الناس في شأنه وشأن ابن جرموز . وكان مع ذلك لا يرى الحكمين . وهو الذي قال لرسول قطريّ ولرائده وبغيّته [5] ، والمبلَّغ
[1] المراد بالتصنع هنا الاحتفال والظهور بأحسن مظهر بين الناس . [2] انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري 4 : 168 - 170 ، وعيون الأخبار 1 : 174 . [3] الشطران في اللسان ( صعد ) . والصعدة : القناة المستوية . وخضاب القناة : أن يطعن بها فيسيل الدم عليها . تندق : تنكسر . وبعد الشطرين في الطبري : < شعر > إنّ لنا شيخا بها ملقّى سيف أبي حفص الذي تبقّى < / شعر > وقد تمثل بالشطرين الأولين بشر بن مروان كما في الطبري 5 : 539 في وقعة مرج راهط . [4] الجوزجان : كورة واسعة من كور بلخ بخراسان . وكان الأحنف قد أوقع بالعدو بطخارستان ، فسارت طائفة منهم إلى الجوزجان ، فوجه الأحنف إليهم الأقرع بن حابس فاقتتلوا بالجوزجان ، فقتل من المسلمين طائفة ، ثم انهزم العدوّ وتمّ فتح الجوزجان عنوة في سنة 32 . انظر معجم البلدان والطبري في حوادث سنة 32 في الجزء الرابع 309 - 312 . [5] البغيّة : الطليعة ، يقال جاءت بغيّة القوم وشيّغتهم ، أي طليعتهم . اللسان ( بغى 83 - 84 ) . وفي الأصل : " بغيه " والوجه ما أثبت . وفي كتاب البغال ( 2 : 228 من رسائل الجاحظ ) : " ولمّا خرج قطريّ بن الفجاءة ، أحبّ أن يجمع إلى رأيه رأى غيره ، فدس إليه الأحنف بن قيس رجلا ليجري ذكره في مجلسه ويحفظ عنه ما يقول ، فلما فعل قال الأحنف " ثم ساق القول التالي .
315
نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 315