responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 384


رب - وذكر كلمته - فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب ، مشمرها فقال :
السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران ، إن ربك يقرأ عليك السلام . قال موسى : هو السلام وإليه السلام ، والحمد لله رب العالمين ، الذي لا أحصى نعمه ، ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته . ثم قال موسى : أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك . فقال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة [1] من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم ، وأعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك . واعزف [2] عن الدنيا وانبذها وراءك . فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار ، وإنما جعلت بلغة للعباد والتزود منها ليوم المعاد ، ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم . يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده ، فإنما العلم لمن تفرغ له . ولا تكن مكثارا للعلم مهذارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوي السخفاء . ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد . وأعرض عن الجهال وماطلهم ، واحلم عن السفهاء ، فإن ذلك فعل الحكماء وزين العلماء ، وإذ شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما . وجانبه حزما ، فإن ما بقي من جهله عليك وسبه إياك أكثر وأعظم . يا ابن عمران ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا . فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف . يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه . يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ، ولا تنقضي منها رغبته ومن يحقر حاله ، ويتهم الله فيما قضى له كيف يكون زاهدا [3] . هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه ؟ أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه ؟ لان سعيه إلى آخرته وهو مقبل على دنياه . يا موسى تعلم ما تعلمت لتعمل به ، ولا تعلمه لتحدث به ، فيكون عليك بواره ، ولغيرك نوره ، يا موسى بن عمران ، اجعل الزهد والتقوى لباسك ، والعلم والذكر كلامك ، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات ، وزعزع بالخوف قلبك فإن ذلك يرضى ربك واعمل خيرا فإنك لا بد عامل سوء . قد وعظت إن حفظت * قال فتولى وبقي موسى محزونا مكروبا يبكي .
لا يصح هذا الحديث وأظنه من صنعة زكريا بن يحيى الوقاد المصري كذبه غير واحد من الأئمة والعجب أن الحافظ بن عساكر سكت عنه * وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ، حدثنا محمد بن الفضل بن عمران الكندي ، حدثنا بقية بن الوليد [4] عن محمد بن زياد ، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : " ألا أحدثكم عن الخضر ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال :



[1] في نسخ البداية المطبوعة : ملامة : وهو تحريف .
[2] في نسخ البداية المطبوعة : وأغرق من الدنيا وهو تحريف .
[3] في نسخة : عابدا .
[4] بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي ; أبو يحمد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء من الثامنة مات سنة سبع وتسعين وله سبع وثمانون . تقريب التهذيب 1 / 105 .

384

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست