responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 375


عن دخول مدينة الجبارين الذين قالوا ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) [ المائدة : 24 ] قاله الثوري عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . وقال قتادة وعكرمة .
ورواه السدي ، عن ابن عباس . وابن مسعود وناس من الصحابة ، حتى قال ابن عباس وغيره من علماء السلف والخلف ومات موسى وهرون قبله كلاهما في التيه جميعا [1] . وقد زعم ابن إسحاق أن الذي فتح بيت المقدس هو موسى وإنما كان يوشع على مقدمته وذكر في مروره [2] إليها قصة بلعام بن باعور الذي قال تعالى فيه ( وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ) [ الأعراف : 175 - 177 ] وقد ذكرنا قصته في التفسير وأنه كان فيما قاله ابن عباس وغيره يعلم الاسم الأعظم ، وأن قومه سألوه أن يدعو على موسى وقومه ، فامتنع عليهم ولما ألحوا عليه ركب حمارة له ; ثم سار نحو معسكر بني إسرائيل فلما أشرف عليهم ربضت به حمارته فضربها حتى قامت ، فسارت غير بعيد وربضت ، فضربها ضربا أشد من الأول ، فقامت ثم ربضت ، فضربها فقالت له يا بلعام أين تذهب ، أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم ، فلم ينزع عنها فضربها حتى سارت به ، حتى أشرف عليهم من رأس جبل حسبان . ونظر إلى معسكر موسى وبني إسرائيل فأخذ يدعو عليهم فجعل لسانه لا يطيعه إلا أن يدعو لموسى وقومه ، ويدعو على قوم نفسه فلاموه على ذلك ، فاعتذر إليهم بأنه لا يجري على لسانه إلا هذا ، واندلع لسانه حتى وقع على صدره ، وقال لقومه : ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة . ثم أمر قومه أن يزينوا النساء ويبعثوهن بالأمتعة يبعن عليهم ويتعرضن لهم حتى لعلهم يقعون في الزنا ، فإنه متى زنى رجل منهم كفيتموهم ، ففعلوا وزينوا نساءهم ، وبعثوهن إلى المعسكر فمرت امرأة منهم [3] اسمها كستى برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمري بن شلوم . يقال إنه كان رأس سبط بني شمعون بن يعقوب فدخل بها قبته ، فلما خلا بها أرسل الله الطاعون على بني إسرائيل ، فجعل يحوس فيهم ، فلما بلغ الخبر إلى فنحاص بن العزار بن هارون [4] أخذ حربته ، وكانت من حديد ، فدخل عليها القبة فانتظمهما جميعا فيها ، ثم خرج بهما على الناس والحربة في يده ، وقد اعتمد على خاصرته وأسندها إلى لحيته ورفعهما نحو السماء وجعل يقول : اللهم هكذا



[1] انظر الطبري ج 1 / 225 .
[2] نقل الخبر الطبري ج 1 / 322 وفيه : ان موسى نزل أرض بني كنعان من أرض الشام وكان بلعم ببالعة قرية من قرى البلقاء .
[3] في الطبري : من الكنعانيين واسمها : كسبي ابنة صور .
[4] في الطبري : فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى .

375

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست