responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 354


تسعى ] [1] عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون ، فلما رآها [2] فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل . ثم أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء ، يعني من غير برص . ثم ردها فعادت إلى لونها الأول . فاستشار الملا حوله فيما رأى فقالوا له ( هذان ساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ) يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش ، وأبوا على موسى أن يعطوه شيئا مما طلب ، وقالوا له : إجمع السحرة فإنهم بأرضك كثير ، حتى تغلب بسحرك سحرهما . فأرسل إلى المدائن فحشر به كل ساحر متعالم ( 2 ) فلما أتوا فرعون قالوا : بم يعمل [ هذا الساحر ] ؟ ( 3 ) قالوا : يعمل بالحيات ، قالوا : فلا والله ما أحد [ في ( 4 ) الأرض يعمل بالسحر بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل ، وما أجرنا إن نحن غلبنا ؟
قال : لهم : أنتم أقاربي وخاصتي ، وأنا صانع إليكم كل شئ أحببتم فتواعدوا ( يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) قال سعيد : فحدثني ابن عباس أن يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة ، وهو يوم عاشوراء . فلما اجتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض : انطلقوا فلنحضر هذا الامر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون موسى وهرون استهزاء بهما فقالوا يا موسى بعد تريثهم بسحرهم ( إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ) [ الأعراف : 115 ] قال بل ألقوا ( فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ) فرأى موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفة فأوحى الله إليه ( أن ألق عصاك ) فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيمة فاغرة فاها فجعلت العصى تلتبس بالحبال حتى صارت جرزا على الثعبان أن تدخل فيه ( 5 ) حتى ما أبقت عصا ولا حبلا إلا ابتلعته .
فلما عرف السحرة ذلك ، قالوا : لو كان هذا سحرا لم يبلغ ( 6 ) من سحرنا كل هذا ، ولكنه أمر من الله تعالى ، آمنا بالله وبما جاء به موسى ، ونتوب إلى الله مما كنا عليه . فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأشياعه وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وامرأة فرعون بارزة مبتذلة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه ، فمن رآها من آل فرعون ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه ، وإنما كان حزنها وهمها لموسى فلما طال مكث موسى بمواعيد فرعون الكاذبة ، كلما جاء بآية وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل ، فإذا مضت أخلف من غده ، وقال : هل يستطيع ربك أن يصنع غير هذا ؟ فأرسل الله على قومه الطوفان والجراد



[1] في نسخة : ثعبان .
[2] في نسخة : رأى . ( 3 ) في نسخة : السحر . ( 4 ) في نسخة : من . ( 5 ) في نسخة : صارت حرزا للثعابين تدخل فيه . ( 6 ) في النسخ المطبوعة : يبلع .

354

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست