نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 307
العذاب الأليم ) [ يونس : 96 - 97 ] قال الله تعالى ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) [ الأعراف : 133 ] أما الطوفان فعن ابن عباس هو كثرة الأمطار المتلفة للزروع والثمار . وبه قال سعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك * وعن ابن عباس وعطاء هو كثرة الموت * وقال مجاهد الطوفان الماء والطاعون على كل حال * وعن ابن عباس أمر طاف بهم * وقد روى ابن جرير وابن مردويه من طريق يحيى بن يمان ، عن المنهال بن خليفة ، عن الحجاج عن الحكم بن مينا ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ أنه قال ] [1] : " الطوفان الموت " [2] وهو غريب * وأما الجراد فمعروف * وقد روى أبو داود عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي قال سئل رسول الله عن الجراد فقال : " أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه " [3] وترك النبي صلى الله عليه وسلم أكله إنما هو على وجه التقذر له ، كما ترك أكل الضب ، وتنزه عن أكل البصل والثوم والكراث ، لما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد [4] . وقد تكلمنا على ما ورد فيه من الأحاديث والآثار في التفسير . والمقصود أنه استاق خضراءهم فلم يترك لهم زرعا ولا ثمارا ولا سبدا ولا لبدا [5] . وأما القمل فعن ابن عباس : هو السوس الذي يخرج من الحنطة وعنه : أنه الجراد الصغار الذي لا أجنحة له . وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة وقال سعيد بن جبير والحسن هو دواب سود صغار * وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم [ القمل ] [6] هي البراغيث * وحكى ابن جرير عن أهل العربية : أنها الحمنان [7] وهو صغار القردان - فوق القمقامة - فدخل معهم البيوت والفرش فلم يقر لهم قرار ولم يمكنهم معه الغمض ولا العيش . وفسره عطاء بن السائب بهذا القمل المعروف . وقرأها الحسن البصري كذلك بالتخفيف . وأما الضفادع فمعروفة لبستهم حتى كانت
[1] سقطت من النسخ المطبوعة . [2] رواه السيوطي في الفتح الكبير 2 / 219 . [3] أخرجه أبو داود في سننه - في كتاب الأطعمة - باب في أكل الجراد . ج 3813 ص ج 3 / 357 بيروت . وفيه محمد بن الفرج البغدادي . صدوق . [4] أخرجه مسلم في 34 / 8 / 52 والبخاري في 72 / 13 وأبو داود في سننه باب في أكل الجراد ح 3812 وفيه : ست أو سبع غزوات نأكله معه . [5] لا سبدا ولا لبدا : أي لا قليلا ولا كثيرا . [6] سقطت من النسخ المطبوعة . [7] الحمنان : جمع حمنانة فالقراد أول ما يكون - قمقامة ثم يصير حمنانة - ثم يصير قرادا ثم يصير حلمة . قال والقمل واحدتها قملة وهي من جنس القردان ، وهي أصغر منها ، وهو يتخلق من عرق البعير ومن الوسخ والتلطخ بالثلوط والأبوال كتاب الحيوان للجاحظ ج 5 / 438 وما بعدها .
307
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 307