responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 306


من العقوبة على كفرهم بالله ومكرهم في صدهم عن سبيل الله مما أظهروا للعامة من الخيالات والمحالات التي لبسوا [1] بها على عوامهم وطغامهم ولهذا قال ( وحاق ) أي أحاط ( بآل فرعون سوء العذاب . النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) أي تعرض أرواحهم في برزخهم [2] صباحا ومساء على النار ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) [ غافر : 45 - 46 ] وقد تكلمنا على دلالة هذه الآية على عذاب القبر في التفسير ولله الحمد .
والمقصود أن الله تعالى لم يهلكهم إلا بعد إقامة الحجج عليهم وإرسال الرسول إليهم وإزاحة الشبه عنهم ، وأخذ الحجة عليهم منهم ، بالترهيب [3] تارة والترغيب أخرى كما قال تعالى . ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون . فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون .
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين . فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) [ الأعراف : 130 - 133 ] .
يخبر تعالى أنه ابتلى آل فرعون وهم قومه من القبط بالسنين وهي أعوام الجدب التي لا يستغل فيها زرع ولا ينتفع بضرع وقوله ( ونقص من الثمرات ) وهي قلة الثمار من الأشجار ( لعلهم يذكرون ) أي فلم ينتفعوا ولم يرعوا بل تمردوا واستمروا على كفرهم وعنادهم ( فإذا جاءتهم الحسنة ) والخصب ونحوه ( قالوا لنا هذه ) أي هذا الذي نستحقه وهذا الذي يليق بنا ( وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) أي يقولون هذا بشؤمهم أصابنا هذا ، ولا يقولون في الأول أنه ببركتهم وحسن مجاورتهم [ لهم ] [4] ولكن قلوبهم منكرة مستكبرة نافرة عن الحق إذا جاء الشر أسندوه إليه ، وإن رأوا خيرا ادعوه لأنفسهم . قال الله تعالى ( ألا إنما طائرهم عند الله ) أي الله يجزيهم على هذا أوفر الجزاء ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ الأعراف : 132 ] ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بهما فما نحن لك بمؤمنين ) [ الأعراف : 133 ] أي مهما جئتنا به من الآيات - وهي الخوارق للعادات [5] فلسنا نؤمن بك ولا نتبعك ولا نطيعك ولو جئتنا لكل اية [6] وهكذا أخبر الله عنهم في قوله ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا



[1] في النسخ المطبوعة : ألبسوا .
[2] في نسخة : في البرزخ .
[3] في النسخ المطبوعة : فبالترغيب .
[4] سقطت من النسخ المطبوعة .
[5] في نسخة : وهي خوارق العادات
[6] قال القرطبي في تفسيره : بقي موسى في القبط بعد إلقاء السحرة سجدا عشرين سنة يرميهم الآيات إلى أن أغرق الله فرعون : وعن نوف قال : أربعين سنة .

306

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست