responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 275


أهل مصر . على يديه فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان [1] ولهذا قال الله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ) [ القصص : 5 ] وهم بنو إسرائيل ( ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) أي الذين يؤل ملك مصر وبلادها إليهم ( ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) [ القصص : 6 ] أي سنجعل الضعيف قويا والمقهور قادرا والذليل عزيزا وقد جرى هذا كله لبني إسرائيل كما قال تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ) [ الأعراف : 137 ] الآية * وقال تعالى ( كم تركوا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [ الشعراء : 57 - 59 ] سيأتي تفصيل ذلك في موضعه إن شاء الله .
والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز أن لا يوجد موسى حتى جعل رجالا وقوابل يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امرأة ذكرا إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته * وعند أهل الكتاب أنه إنما كان يأمر بقتل الغلمان [2] لتضعف شوكة بني إسرائيل فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم . وهذا فيه نظر بل هو باطل وإنما هذا في الامر بقتل الولدان بعد بعثة موسى كما قال تعالى : ( فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم ) ولهذا قالت بنو إسرائيل لموسى ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ) فالصحيح أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولا حذرا من وجود موسى . هذا والقدر يقول يا أيها ذا [3] الملك الجبار المغرور بكثرة جنوده وسلطة بأسه واتساع سلطانه قد حكم العظيم الذي لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف أقداره إن هذا المولود الذي تحترز منه وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا بعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك وعلى فراشك ولا يغذى إلا بطعامك وشرابك في منزلك وأنت الذي تتبناه وتربية وتتعداه ولا تطلع على سر معناه ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه لمخالفتك ما جاءك به من الحق المبين تكذيبك ما أوحى إليه لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السماوات والأرض هو الفعال لما يريد وأنه هو القوي الشديد ذو البأس العظيم والحول والقوة والمشيئة التي لا مرد لها .
وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعالجون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاما وأن يتركوا عاما فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم فضاقت أمه به ذرعا



[1] رواه الطبري ( ج 1 / 200 القاموس الحديث ) .
[2] في نسخة : كان يقتل الغلمان أولا .
[3] في نسخة : يا أيها .

275

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست