responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 274


إلى آخرها من الكتاب والسنة وما ورد في الآثار المنقولة من الإسرائيليات التي [1] ذكرها السلف وغيرهم إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان * قال الله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون . إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين . ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .
ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) [ القصص : 1 - 6 ] يذكر تعالى ملخص القصة ثم يبسطها بعد هذا فذكر أنه يتلو على نبيه خبر موسى وفرعون بالحق أي بالصدق الذي كأن سامعه مشاهد للامر معاين له ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا ) أي تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الرب الاعلى وجعل أهلها شيعا أي قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع يستضعف طائفة منهم وهم شعب بني إسرائيل الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض * وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأردأها وأدناها ومع هذا ( يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين ) [ القصص : 4 ] وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ، ما يأثرونه [2] عن إبراهيم عليه السلام من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه ، وذلك والله أعلم حين كان جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر من إرادته إياها على السوء وعصمة الله لها * وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل فتحدث بها القبط فيما بينهم ، ووصلت إلى فرعون ، فذكرها له بعض أمرائه وأساورته ، وهم يسمرون عنده ، فأمر عن ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل ، حذرا من وجود هذا الغلام ، ولن يغني حذر من قدر .
وذكر السدي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس وعن مرة [3] عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة : أن فرعون رأى في منامه كأن نارا قد أقبلت من نحو [4] بيت المقدس ، فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل * فلما استيقظ هاله ذلك ، فجمع الكهنة ، والحزأة ، والسحرة ، وسألهم عن ذلك فقالوا : هذا غلام يولد من هؤلاء ، يكون سبب هلاك



[1] في نسخة : كما .
[2] يأثرونه يحفظونه .
[3] وهو مرة بن شراحيل الهمداني ، أبو إسماعيل الكوفي ثقة عابد تقريب التهذيب 2 / 1007 ذكره ابن معين والعجلي في الثقات روى عن ابن مسعود وعمر الكاشف ج 3 / 116 .
[4] في نسخة : من جهة بيت المقدس ، وفي الطبري : من بيت المقدس .

274

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست