نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 251
إسم الكتاب : البداية والنهاية ( عدد الصفحات : 396)
وتعظيما لنبي الله إسرائيل وأنه دعا للملك وأن الله رفع عن أهل مصر بقية سني الجدب ببركة قدومه إليهم فالله أعلم . وكان جملة من قدم مع يعقوب من بنيه وأولادهم فيما قاله أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن ابن مسعود ثلاثة وستين إنسانا * وقال موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد كانوا ثلاثة وثمانين إنسانا . وقال أبو إسحاق عن مسروق دخلوا وهم ثلاثمائة وتسعون إنسانا . قالوا وخرجوا مع موسى وهم أزيد من ستمائة ألف مقاتل * وفي نص أهل الكتاب أنهم كانوا سبعين نفسا وسموهم [1] . قال الله تعالى ( ورفع أبويه على العرش ) قيل كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة . وقال بعض المفسرين فأحياها الله تعالى وقال آخرون بل كانت خالته ليا والخالة بمنزلة الام . وقال ابن جرير وآخرون بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ فلا يعول على نقل أهل الكتاب فيما خالفه وهذا قوي والله أعلم [2] . ورفعهما على العرش أي أجلسهما معه على سريره ( وخروا له سجدا ) أي سجد له الأبوان والاخوة الأحد عشر تعظيما وتكريما وكان هذا مشروعا لهم ولم يزل ذلك معمولا به في سائر الشرائع حتى حرم في ملتنا [3] . ( وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ) أي هذا تعبير ما كنت قصصته عليك من رؤيتي الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر حين رأيتهم لي ساجدين وأمرتني بكتمانها ووعدتني ما وعدتني عند ذلك ( قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ) أي بعد الهم والضيق جعلني حاكما نافذ الكلمة في الديار المصرية حيث شئت ( وجاء بكم من البدو ) أي البادية وكانوا يسكنون أرض العربات من بلاد الخليل ( من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ) أي فيما كان منهم إلي من الامر الذي تقدم وسبق ذكره * ثم قال ( إن ربي لطيف لما يشاء ) أي إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ويسرها وسهلها من وجوه لا يهتدي إليها العباد بل يقدرها وييسرها بلطيف صنعه وعظيم قدرته ( إنه هو العليم ) أي بجميع الأمور ( الحكيم ) في خلقه وشرعه وقدره .
[1] تقدم التعليق فليراجع . [2] تقدم التعليق فليراجع . [3] قال الرازي : في سجود يعقوب ليوسف واستجازته له وجوه : - لأجل وجدانه سجدا لله تعالى ، إن ذلك السجود كان سجودا للشكر فالمسجود له هو الله . - جعلوا يوسف كالقبلة وسجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه كما يقال : صلبت للكعبة . - قد يسمى التواضع سجودا ، إلا أن هذا شكل لأنه تعالى قال : ( وخروا له سجدا ) . - الضمير في قوله ( وخروا له ) غير عائد للأبوين وإلا لقال : وخروا له ساجدين بل الضمير عائد إلى إخوته . - لعل الفعل الدال على التحية والاكرام في ذلك الوقت هو السجود ، والمقصود التعظيم وهذا بعيد . - لعل يعقوب علم أن إخوته لن يسجدوا له على سبيل التواضع ، ففعل هو ذلك السجود مع جلالة قدره وعظم حقه حتى يصير عمله سببا لزوال الانفة والنفرة عن قلوبهم . - لعل الله تعالى أمر يعقوب بتلك السجدة لحكمة خفية . باختصار تفسير الرازي 18 / 212 - 213 .
251
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 251