responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 243


حمل بعير لا يزيده عليه ( قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ) وكان قد سألهم عن حالهم وكم هم فقالوا كنا اثني عشر رجلا فذهب منا واحد وبقي شقيقه عند أبينا فقال إذا قدمتم من العام المقبل فأتوني به معكم ( ألا ترون أنى أوف الكيل وأنا خير المنزلين ) أي قد أحسنت نزلكم وقراكم فرغبهم ليأتوه به ثم رهبهم إن لم يأتوه به قال : ( فإن لم تأتون به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون ) أي فلست أعطيكم ميرة ولا أقربكم بالكلية عكس ما أسدي إليهم أولا فاجتهد في إحضاره معهم ليبل شوقه منه بالترغيب والترهيب ( قالوا سنراود عنه أباه ) أي سنجتهد في مجيئه معنا وإتيانه إليك بكل ممكن ( وإنا لفاعلون ) أي وإنا لقادرون على تحصيله . ثم أمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم وهي ما جاؤوا به يتعوضون به عن الميرة في أمتعتهم من حيث لا يشعرون بها ( لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون ) قيل أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم .
وقيل خشي أن لا يكون عندهم ما يرجعون به مرة ثانية . وقيل تذمم أن يأخذ منهم عوضا عن الميرة .
وقد اختلف المفسرون في بضاعتهم على أقوال سيأتي ذكرها * وعند أهل الكتاب أنها كانت صررا من ورق وهو أشبه والله أعلم ( فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون . قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين . ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم . قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير . قال لن أرسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم . فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل . وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون . ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [ يوسف : 63 - 68 ] .
يذكر تعالى ما كان من أمرهم بعد رجوعهم إلى أبيهم * وقولهم له ( منع منا الكيل ) أي بعد عامنا هذا إن لم ترسل معنا أخانا فإن أرسلته معنا لم يمنع منا ( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي ) أي أي شئ نريد وقد ردت إلينا بضاعتنا ( ونمير أهلنا ) أي نمتار لهم ونأتيهم بما يصلحهم في سنتهم ومحلهم ( ونحفظ أخانا ونزداد ) بسببه ( كيل بعير ) قال الله تعالى ( ذلك كيل يسير ) أي في مقابلة ذهاب ولده الآخر وكان يعقوب عليه السلام أضن شئ بولده بنيامين لأنه كان يشم فيه رائحة أخيه ويتسلى به عنه ويتعوض بسببه منه فلهذا قال ( لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتتني به إلا أن يحاط بكم ) أي إلا أن تغلبوا كلكم عن الاتيان به [1] ( فلما آتوه موثقهم قال الله على ما تقول وكيل ) أكد المواثيق وقرر



[1] قال الرازي في تفسيره : قال الواحدي للمفسرين فيه قولان : - معناه الهلال : قال مجاهد : إلا أن تموتوا كلكم فيكون ذلك عذرا عندي . - ما ذكره قتادة : إلا أن تصيروا مغلوبين مقهورين . فلا تقدرون على الرجوع .

243

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست