responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 242


الركاب بديار مصر ( يتبوأ منها حيث يشاء ) أي أين شاء حل منها مكرما محسودا معظما ( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) أي هذا كله من جزاء الله وثوابه للمؤمن مع ما يدخر له في آخرته من الخير الجزيل والثواب الجميل . وهذا قال ( ولاجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ) ويقال إن أطفير زوج زليخا كان قد مات فولاه الملك مكانه وزوجه امرأته زليخا فكان وزير صدق .
وذكر محمد بن إسحاق أن صاحب مصر - الوليد بن الريان - أسلم على يدي يوسف عليه السلام فالله أعلم . وقد قال بعضهم .
وراء مضيق الخوف متسع الامن * وأول مفروح به غاية الحزن فلا تيأسن فالله ملك يوسفا * خزائنه بعد الخلاص من السجن ( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون . ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين . فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون . قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون . وقال لفتيانه إجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون ) [ يوسف : 58 - 62 ] يخبر تعالى عن قدوم إخوة يوسف عليه إلى الديار المصرية يمتارون طعاما وذلك بعد إتيان سني الجدب وعمومها على سائر البلاد والعباد . وكان يوسف عليه السلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية دينا ودنيا . فلما دخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم [1] ما صار إليه يوسف عليه السلام من المكانة والعظمة فلهذا عرفهم وهم له منكرون .
وعند أهل الكتاب أنهم لما قدموا عليه سجدوا له فعرفهم وأراد أن لا يعرفوه فأغلظ لهم في القول : وقال : أنتم جواسيس ، جئتم [ لنا ] لتأخذوا خير بلادي . فقالوا معاذ الله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا ، ونحن بنو أب واحد من كنعان ، ونحن اثنا عشر رجلا ذهب منا واحد ، وصغيرنا عند أبينا ، فقال : لابد أن أستعلم أمركم * وعندهم : أنه حبسهم ثلاثة أيام ثم أخرجهم ، واحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر . وفي بعض هذا نظر . قال الله تعالى ( فلما جهزهم بجهازهم ) أي أعطاهم من الميرة ما جرت به عادته في إعطاء كل إنسان



[1] في عدم معرفتهم له وجوه : انه أمر حجابه أن يوقفوهم بعيدا عنه ولم يتكلم معهم إلا بالواسطة مع مهابة الملك وشدة الحاجة يوجبان كثرة الخوف . - تغيره بعد إلقائه في الجب منذ زمن بعيد - قيل أربعون سنة . - حصول العرفان والتذكر ، لعله تعالى ما خلق ذلك في قلوبهم تحقيقا لما أخبره عنهم وهذا من معجزات يوسف عليه السلام .

242

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست