responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 236


حتى اشتغلن عن أنفسهن وجعلن يحززن في أيديهن بتلك الساكين ولا يشعرن بالجراح ( وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) . وقد جاء في حديث الاسراء : " فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن " .
قال السهيلي وغيره من الأئمة : معناه أنه كان على النصف من حسن آدم عليه السلام ، لان الله تعالى خلق آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه فكان في غاية نهايات الحسن البشرى ، ولهذا يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم وحسنه ، ويوسف كان على النصف من حسن آدم . ولم يكن بينهما أحسن منهما ، كما أنه لم تكن أنثى بعد حواء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام .
قال ابن مسعود : وكان وجه يوسف مثل البرق ، وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطى وجهه * وقال غيره : كان في الغالب مبرقعا لئلا يراه الناس . ولهذا لما قام عذر [1] امرأة العزيز في محبتها لهذا المعنى المذكور ، وجرى لهن وعليهن ما جرى ، من تقطيع أيديهن بجراح السكاكين ، وما ركبهن من المهابة والدهش عند رؤيته ومعاينته : ( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ) ثم مدحته بالعصمة [2] التامة فقالت ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) أي امتنع ( ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ) وكان بقية النساء حرضنه على السمع والطاعة لسيدته ، فأبى أشد الاباء . ونأى لأنه من سلالة الأنبياء ودعا فقال في دعائه لرب العالمين ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) يعني إن وكلتني إلى نفسي ، فليس لي من نفسي إلا العجز والضعف ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله فأنا ضعيف إلا ما قويتني وعصمتني وحفظتني وحطني بحولك وقوتك .
ولهذا قال تعالى : ( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم . ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين . ودخل معه السجن فتيان . قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا . وقال الآخر إني أراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين . قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون . واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون . يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار . ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا



[1] في نسخة عذرن ; وهو مناسب أكثر .
[2] في نسخة بالعفة . وفي نسخة أخرى : بالعصمة والعفة .

236

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست