responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 234


حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وشاب نشأ في عبادة الله . ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله " [1] .
والمقصود أنها دعته إليها وحرصت على ذلك أشد الحرص فقال ( معاذ الله إنه ربي ) يعني زوجها صاحب المنزل سيدي ( أحسن مثواي ) أي أحسن إلي وأكرم مقامي عنده ( إنه لا يفلح الظالمون ) وقد تكلمنا على قوله ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) بما فيه كفاية ومقنع في التفسير [2] .
وأكثر أقوال المفسرين ههنا متلقى من كتب أهل الكتاب فالاعراض عنه أولى بنا * والذي يجب أن يعتقد أن الله تعالى عصمه وبرأه ونزهه عن الفاحشة وحماه عنها وصانه منها * ولهذا قال تعالى ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين . واستبقا الباب ) أي هرب منها طالبا إلى الباب ليخرج منه فرارا منها فاتبعته في أثره ( وألفيا ) أي وجدا ( سيدها ) أي زوجها لدى الباب فبدرته بالكلام وحرضته عليه ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب اليم ) . اتهمته وهي المتهمة وبرأت عرضها ونزهت ساحتها فلهذا قال يوسف عليه السلام ( هي راودتني عن نفسي ) احتاج إلى أن يقول الحق عند الحاجة ( وشهد شاهد من أهلها ) قيل كان صغيرا في المهد قاله ابن عباس * وروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف والحسن البصري وسعيد بن جبير والضحاك واختاره ابن جرير . وروي فيه حديثا مرفوعا عن ابن عباس ووقفه غيره عنه * وقيل كان رجلا قريبا إلى أطفير بعلها . وقيل قريبا إليها * وممن قال إنه كان رجلا ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وزيد بن أسلم فقال ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ) أي لأنه يكون قد راودها فدافعته حتى قدت مقدم قميصه ( وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) أي لأنه يكون قد هرب منها فاتبعته وتعلقت فيه فانشق قميصه لذلك وكذلك كان . ولهذا قال تعالى ( فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) أي هذا الذي جرى من مكركن أنت [3] راودته عن نفسه * ثم اتهمته بالباطل ثم ضرب بعلها عن هذا صفحا فقال ( يوسف أعرض عن هذا ) أي لا تذكره لاحد لان كتمان مثل هذه الأمور هو الأليق والأحسن وأمرها بالاستغفار لذنبها الذي صدر منها والتوبة إلى ربها فإن العبد إذا تاب إلى الله تاب الله عليه .



[1] أخرجه البخاري في صحيحه : فتح الباري 10 / 36 / 660 و 24 / 26 و 81 / 24 وأخرجه مسلم في صحيحه 12 / 30 / 91 والترمذي في سننه 37 / 53 / 2391 والنسائي ومالك في الموطأ 51 / 5 / 14 وأحمد في مسنده 2 / 439 .
[2] يراجع تفسير ابن كثير ; تفسير سورة يوسف .
[3] في نسخة : أنت الذي راودتيه عن نفسه . ثم اتهمتيه بالباطل .

234

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست