responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 316


وبنو إسرائيل ينظرون إليه ، وإلى جنوده ، ماذا أحل الله به ، وبهم من الباس العظيم ، والخطب الجسيم ، ليكون أقر لأعين بني إسرائيل ، وأشفى لنفوسهم ، فلما عاين فرعون الهلكة وأحيط به ، وباشر سكرات الموت أناب حينئذ وتاب ، وآمن حين لا ينفع نفسا إيمانها كما قال تعالى ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 - 97 ] وقال تعالى ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين .
فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) [ غافر : 84 - 85 ] وهكذا دعا موسى على فرعون وملئه أن يطمس على أموالهم ويشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا ( حتى يروا العذاب الأليم ) أي حين لا ينفعهم ذلك ويكون حسرة عليهم وقد قال تعالى لهما أي لموسى وهرون حين دعوا بهذا ( قد أجيب دعوتكما ) فهذا من إجابة الله تعالى دعوة كليمه وأخيه هارون عليهما السلام . ومن ذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد [1] عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال فرعون ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) قال : " قال لي جبريل لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة " ورواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم عند هذه الآية من حديث حماد بن سلمة وقال الترمذي حديث حسن . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت [2] وعطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال لي جبريل لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تدركه [3] الرحمة " . ورواه الترمذي وابن جرير من حديث شعبة وقال الترمذي حسن غريب صحيح . وأشار ابن جرير في رواية إلى وقفه . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أغرق الله فرعون أشار بإصبعه ورفع صوته ( آمنت انه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) قال : فخاف جبريل أن تسبق رحمة الله فيه غضبه ، فجعل يأخذ الحال بجناحيه ، فيضرب به وجهه فيرمسه [4] * ورواه ابن جرير من حديث أبي خالد



[1] وهو علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري الضرير . ضعيف من الرابعة ، ليس بالثبت سمع سعيد بن المسيب وجماعة . قال الدارقطني : لا يزال عندي فيه لين مات سنة 131 تقريب التهذيب 2 / 37 / 342 الكاشف 2 / 248 والحديث أخرجه أحمد في مسنده ج 1 / 345 .
[2] هو عدي بن ثابت الأنصاري تابعي كوفي في نسبه اختلاف روى عن أبيه والبراء وابن أبي أوفى ، ثقة قاضي الشيعة وإمام مسجدهم بالكوفة توفي سنة 116 . الكاشف 2 / 226 ; تقريب التهذيب 2 / 16 / 135 والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 2 / 54 / 2307 .
[3] في النسخ المطبوعة : أن تناله ، وأثبتنا ما في مسند الطيالسي : أن تدركه .
[4] يرمسه : يدفنه ;

316

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست