responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 317


به . وقد رواه ابن جرير من طريق كثير بن زاذان [1] وليس بمعروف ، وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال قال لي جبريل يا محمد لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه رحمة الله يغفر له " . يعني فرعون . وقد أرسله غير واحد من السلف كإبراهيم التيمي ، وقتادة ، وميمون بن مهران ، ويقال : إن الضحاك بن قيس خطب به الناس . وفي بعض الروايات : إن جبريل قال : ما بغضت أحدا بغضي لفرعون حين قال : أنا ربكم الاعلى ولقد جعلت أدس في فيه الطين حين قال ما قال . وقوله تعالى ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) استفهام إنكار ونص على عدم قبوله تعالى منه ذلك لأنه - والله أعلم : لو رد إلى الدنيا كما كان لعاد إلى ما كان عليه ، كما أخبر تعالى عن الكفار إذا عاينوا النار وشاهدوها أنهم يقولون ( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) [ الانعام : 27 ] قال الله ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) [ الانعام : 28 ] وقوله ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلقك آية ) [ يونس : 92 ] قال ابن عباس وغير واحد :
شك بعض بني إسرائيل في موت فرعون حتى قال بعضهم : إنه لا يموت ، فأمر الله البحر فرفعه على مرتفع . قيل على وجه الماء وقيل على نجوة من الأرض وعليه درعه التي يعرفونها من ملابسه ليتحققوا بذلك هلاكه ويعلموا قدرة الله عليه . ولهذا قال ( فاليوم ننجيك ببدنك ) أي مصاحبا درعك المعروفة بك ( لتكون ) أي أنت آية ( لمن خلفك ) أي من بني إسرائيل [2] دليلا على قدرة الله الذي أهلكه . ولهذا قرأ بعض السلف لتكون لمن خلقك آية . ويحتمل أن يكون المارد ننجيك مصاحبا لتكون درعك علامة لمن وراءك من بني إسرائيل على معرفتك وإنك هلكت والله أعلم .
وقد كان هلاكه وجنوده في يوم عاشوراء ، كما قال الامام البخاري في صحيحه : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء . فقالوا : هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " وأصل هذا الحديث في الصحيحين [3] وغيرهما . والله أعلم .



[1] كثير بن زاذان النخعي الكوفي ، عن عاصم بن ضمرة وعنه عنبسة قاضي الري ، لا يثبت حديثه أبو حاتم وأبو زرعة جهلاء . الكاشف ج 3 / 4 تقريب التهذيب 2 / 131 / 9 .
[2] زاد في القرطبي : ولمن بقي من قوم فرعون ممن لم يدركه الغرق ولم ينته إليه هذا الخبر .
[3] أخرجه البخاري في صحيحه 65 / 10 / 2 / 4680 فتح الباري . وأخرجه مسلم في صحيحه 13 / 19 / 127 وفيه : " نحن أولى بموسى منكم " فأمر بصومه . وأخرجه ابن ماجة بنحوه : وفيه " نحن أحق بموسى منكم " . فصامه ، وأمر بصيامه .

317

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست