نام کتاب : البدء والتاريخ نویسنده : أحمد بن سهل البلخي جلد : 1 صفحه : 205
في الدنيا بأعمالكم ووردتم النار وهي خامدة ومن هاهنا ذهب من ذهب إلى تأويل الصراط وما الزم الإنسان وكلَّف من مشقّة الطاعة ومجاهدة النفس فيما ينزع اليه وعلى هذا فسّر بعضهم * ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ 90 : 11 - 13 ) * الآية وامّا المعتزلة وأهل النظر فإنّهم يذهبون إلى أنّ الصراط هو الدين الَّذي أمر الله بلزومه والتمسّك به وكان أبو الهذيل من بينهم يجيز ما جاء في الخبر كما جاء ويحتجّ بما ذكرناه بدئا وامّا الميزان فروى كثير من المسلمين انه خلق على هيئة الميزان التي يتعاطاه الناس بينهم في معاملاتهم ومبايعاتهم يوزن به أعمال العباد والأعمال عندهم مخلوقة وفي كتاب وهب عن ابن عبّاس ان له كفّتين وعمودا كلّ كفّة طباق الأرض إحداهما من ظلمة والأخرى من نور وعموده ما بين المشرق والمغرب وهو معلَّق بالعرش وله لسان وصيح ينادى الأسعد فلان والأشقى فلان فإن صحّت الرواية فالمعنى فيه ما ذكرناه في الصراط انه جعل مميّزا فارقا وهو قول أبى الهذيل يجوز ان ينصب [1] ميزان يجعل رجحانه علامة لمن نجا وخفّته