نام کتاب : البدء والتاريخ نویسنده : أحمد بن سهل البلخي جلد : 1 صفحه : 178
التسبيح سهل عليهم كالنفس [ f 34 r ] في سرعة المؤاتاة والمطاوعة ويجوز ان يكون من تسبيحهم ما هو اضطرار ومنه ما هو اختيار فان قيل إذا كانت الطاعة منهم باختيار فهل لهم على ذلك من ثواب فمن قائل ان ثوابهم تقريب المنزلة ورفع الدرجة وآخر انه زيادة القوّة على الطاعة وتجديد الجدّ والنشاط في العبادة وآخر انه اخدامهم أهل الجنّة وليس الثواب كلَّه المطعم والمشرب لأنهم ليسوا بذوي أجسام مجوّفة فيلجئهم الحاجة إلى ما يحتاج اليه ذوو الأجسام المجوّفة وقد قيل أنّ ثوابهم ان يستجيب دعاؤهم في الموحّدين وذلك قوله تعالى * ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ومن حَوْلَه يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويُؤْمِنُونَ به 40 : 7 ) * ويستغفرون للذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما الآية فطاعتهم مذخلقوا ان يستجاب في الموحّدين ولهم مسألة وتضرّع وطاعتهم بعد ذلك بشكر وبعرف [1] واختلفوا في الملائكة وصالحي المؤمنين أيّهم أفضل فذهب كثير من المسلمين إلى تفضيل الملائكة واحتجّوا بقوله تعالى * ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ الله ولا أَعْلَمُ الْغَيْبَ