نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 97
واللَّه إني لأفضّل الدهاقين [1] ، حين عابوا الحسو [2] ، وتقززوا من التعرّق [3] ، وبهرجوا صاحب التمشيش [4] ، وحين أكلوا بالبارجين [5] ، وقطعوا بالسكين ، ولزموا عند الطعام السكتة ، وتركوا الخوض ، واختاروا الزمزمة . أنا واللَّه أحتمل الضيق والضيّفن ، ولا أحتمل اللعّموظ ولا الجردبيل . والواغل أهون عليّ من الراشن [6] . ومن يشكّ أن الوحدة خير من جليس السوء ، وأن جليس السوء خير من أكيل السوء ؟ لأن كل أكيل جليس ، وليس كل جليس أكيلا . فإن كان لا بد من المؤاكلة ، ولا بد من المشاركة ، فمع من لا يستأثر عليّ بالمخّ ، ولا ينتهز بيضة البقيلة [7] ، ولا يلتهم كبد الدجاجة ، ولا يبادر إلى دماغ رأس السلَّاءة [8] ولا يختطف كلية الجدي ، ولا يزدرد قانصة الكركَّي [9] ، ولا ينتزع شاكلة الحمل [10] ولا يقتطع سرّة الشّيصان [11] ، ولا يعرض لعيون الرؤوس ، ولا يستولي على صدور الدجاج ، ولا يسابق إلى أسقاط الفراخ ، ولا يتناول إلا ما بين يديه ، ولا يلاحظ ما بين يدي غيره
[1] الدهاقين : مفردها دهقان : رئيس القرية . [2] الحسو : الشرب . [3] تقززوا من التعرّق : نفروا من تجريد اللحم . [4] بهرجوا صاحب التمشيش : طرحوا جانبا مص العظم . [5] البارجين : الشوكة . [6] اللعموظ : الشره . الجردبيل : من يضع شماله على شيء لا يتناوله سواه . الواغل : الطفيلي . من وغل . اي دخل على القوم دون أن يولم . الراشن : الطفيلي أيضا . [7] بيضة البقيلة : نوع من الاطعمة . [8] السلاءة : نوع من الطيور . [9] الكركي : طائر كبير يقرب من الوز ، أبتر الذنب طويل العنق والرجلين . [10] شاكلة الحمل : خاصرته . [11] الشّيصان : نوع من السمك والشيص : تمر رديء أيضا .
97
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 97