responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 91

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


وكان يقول : أشتهي اللحم الذي قد تهرّأ ، وأشتهي أيضا الذي فيه بعض الصلابة . وقلت له مرة : ما أشبهك بالذي قال : أشتهي لحم دجاجتين . قال : وما تصنع بذلك القائل ؟ هوذا أنا أشتهي لحم دجاجتين : واحدة خلاسيّة مسمّنة ، وأخرى خوامزكة [1] رخصة .
وقلت له مرة : قد رضيت بأن يقال : عبد اللَّه بخيل ؟ قال : لا أعدمني اللَّه هذا الإسم . قلت : وكيف ؟ قال : لا يقال فلان بخيل ، إلا وهو ذو مال ، فسلم إليّ المال ، وادعني بأيّ اسم شئت . قلت : ولا يقال أيضا فلان سخيّ ، إلا وهو ذو مال ، فقد جمع هذا الإسم الحمد والمال ، واسم البخل يجمع المال والذم . فقد اخترت أخسّهما وأوضعهما . قال :
وبينهما فرق . قلت : فهاته . قال : في قولهم بخيل تثبيت لإقامة المال في ملكه ، وفي قولهم : « سخيّ » إخبار عن خروج المال من ملكه . واسم البخيل اسم فيه حفظ وذم ، واسم السخيّ إسم فيه تضييع وحمد . والمال زاهر ، نافع ، مكرم لأهله ، معزّ ، والحمد ريح وسخرية ، واستماعك له ضعف وفسولة [2] . وما أقل غناء الحمد ، واللَّه ، عنه ، إذا جاع بطنه ، وعري جلده ، وضاع عياله ، وشمت [3] به من كان يحسده .
وكنا عند داود بن أبي داود بواسط ، أيام ولايته كسكر . فأتته من البصرة هدايا فيها زقاق دبس ، فقسمها بيننا ، فكلنا أخذ ما أعطي غيره .
فأنكرت ذلك من مذهبه ، ولم أعرف جهة تدبيره . فقلت للمكيّ : قد علمت أن الحزامي إنما يجزع من الإعطاء وهو عدوّه ، فأمّا الأخذ فهو ضالَّته وأمنيته . وإنه لو أعطي أفاعي سجستان ، وثعابين مصر ، وحيّات الأهواز ، لأخذها ، إذ كان اسم الأخذ واقعا عليها ، فعساه أراد التفضيل



[1] خلاسية وخوامزكة : أنواع من الدجاج .
[2] فسولة : الفسل : الضعيف الذي لا مروءه له . والفسولة : الفتور .
[3] شمت : صار شؤما عليه

91

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست