responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 31

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


وقد علمنا أن الجديد في موضعه دون الخلق ؛ وقد جعل اللَّه عزّ وجلّ لكل شيء قدرا وبوّأ له موضعا ، كما جعل لكل دهر رجالا ، ولكل مقام مقالا ؛ وقد أحيا بالسمّ ، وأمات بالغذاء ، وأغصّ بالماء ، وقتل بالدواء . فترقيع الثوب يجمع ، مع الإصلاح التواضع ، وخلاف ذلك يجمع ، مع الإسراف ، التكبر . وقد زعموا أن قلة العيال أحد اليسارين ، وقد جبر الأحنف يد عنز ، وأمر بذلك النعمان . وقال عمر : من أكل بيضة فقد أكل دجاجة ، وقال رجل لبعض السادة : أهدي إليك دجاجة ، قال : إن كان لا بدّ فاجعلها بيّاضة . وعد أبو الدرداء [1] العراق [2] جزر البهيمة [3] .
وعتموني حين قلت : « لا يغترّنّ أحد بطول عمره ، وتقوّس ظهره ، ورقة عظمه ، ووهن [4] قوته ، أن يرى أكرومته ، ولا يخرجه ذلك إلى إخراج ماله من يديه ، وتحويله إلى ملك غيره ، وإلى تحكيم السرف فيه ، وتسليط الشهوات عليه ، فلعلَّه أن يكون معمرّا ، وهو لا يدري ، وممدودا له في السن وهو لا يشعر ؛ ولعله أن يرزق الولد على اليأس ، أو يحدث عليه بعض مخبّات الدهور ، مما لا يخطر على البال ، ولا تدركه العقول ، فيستردّه ممن لا يرّده ، ويظهر الشكوى إلى من لا يرحمه ، أضعف ما كان عن الطلب وأقبح ما يكون به الكسب » . فعبتموني بذلك ، وقد قال عمرو بن العاص : « اعمل لدنياك عمل من يعيش أبدا ، واعمل لآخرتك من يموت غدا » [5] .
وعبتموني حين زعمت أن التبذير الى مال القمار ، ومال الميراث ،



[1] ابو الدرداء : هو عويمر بن مالك الخزرجي ، أحد الصحابة .
[2] العراق : العظم اكل لحمه .
[3] جزر البهيمة : لحمها .
[4] وهن : ضعف .
[5] ومثل هذا القول يروى عن الامام علي بن ابي طالب ، كرّم اللَّه وجهه .

31

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست