نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 30
الطيب ؛ وقد قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : إذا طبختم لحما فزيدوا في الماء ، فإن لم يصب أحدكم لحما ، أصاب مرقا . وعبتموني بخصف النعال [1] ، وبتصدير القميص [2] ، وحين زعمت أن المخصوفة أبقى وأوطأ وأوقى ، وأنفى للكبر ، وأشبه بالنسك ، وأن الترقيع من الحزم ، وأن الإجتماع مع الحفظ ، وأن التفرق مع التضييع . وقد كان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويلطع [3] إصبعه ، ويقول : لو أتيت بذراع لأكلت ، ولودعيت الى كراع لأجبت [4] . ولقد لفّقت سعدى إبنة عوف إزار طلحة ، وهو جواد قريش ، وهو طلحة الفياض [5] . وكان في ثوب عمر رقاع أدم [6] . وقال : من لم يستحي من الحلال ، خفّت مؤونته ، وقلّ كبره . وقالوا : « لا جديد لمن لا يلبس الخلق » . وبعث زياد رجلا يرتاد [7] له محدّثا ، واشترط على الرائد أن يكون عاقلا مسدّدا ، فأتاه به موافقا ، فقال : « أكنت ذا معرفة به » ؟ قال : « لا ولا رأيته قبل ساعته » . قال : « أفناقلته الكلام وفاتحته الأمور ، قبل أن توصله إليّ » ؟ قال : « لا » . قال : « فلم اخترته على جميع من رأيته » ؟ قال : « يومنا يوم قائظ ، ولم أزل أتعرّف عقول الناس بطعامهم ولباسهم في مثل هذا اليوم ، ورأيت ثياب الناس جددا وثيابه لبسا [8] ، فظننت به الحزم » .
[1] خصف النعال : ترقيعها . [2] تصدير القميص : تبطينها . [3] يلطع : يلحس . [4] كراع : شيء من ساق الغنم وغيرها . [5] هو طلحة بن عبد اللَّه التيمي احد الصحابه . وسعدى ابنة عوف : زوجته . [6] رقاع أدم : رقاع من الجلد . [7] يرتاد : يريد - يبغي . [8] ثيابه لبسا : عتيقة ، بالية .
30
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 30