responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 21

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


لكان الشحم إلى البهيمة أسرع ، وعن ذات العقل والهمّة أبطأ ؛ ولأن العقل مقرون بالحذر والإهتمام ، ولأن الغباء مقرون بفراغ البال والأمن ، فلذلك البهيمة تقنو [1] شحما في الأيام اليسيرة ، ولا تجد ذلك لذي الهمة البعيدة . ومتوقع البلاء في البلاء ، وأن سلم منه ، والغافل في الرجاء إلى أن يدركه البلاء . ولو لا أنك تجد هذه الأبواب وأكثر منها مصوّرة في كتابي الذي سمّي « كتاب المسائل » [2] لأتيت على كثير منه في هذا الكتاب .
فأما ما سألت من احتجاج الأشحّاء ، ونوادر أحاديث البخلاء ، فسأوجدك ذلك في قصصهم ، إن شاء اللَّه تعالى ، مفرّقا وفي احتجاجهم مجملا ، فهو أجمع لهذا الباب من وصف ما عندي ، دون ما انتهى إليّ من أخبارهم ، على وجهها . وعلى أن الكتاب أيضا يصير أقصر ، ويصير العار فيه أقل .
ونبتدىء برسالة « سهل بن هارون » ثم بطرف أهل « خراسان » ، لإكثار الناس في أهل خراسان .
ولك في هذا الكتاب ثلاثة أشياء : تبيّن حجّة طريفة ، أو تعرّف حيلة لطيفة ، أو استفادة نادرة عجيبة . وأنت في ضحك منه ، إذا شئت ، وفي لهو ، إذا مللت الجدّ .
وأنا أزعم أن البكاء صالح للطبائع ، ومحمود المغبّة [3] ، إذا وافق الموضع ، ولم يجاوز المقدار ، ولم يعدل عن الجهة ، ودليل على الرقة ، والبعد من القسوة ، وربما عدّ من الوفاء ، وشدّة الوجد على الأولياء . وهو من أعظم ما تقرب به العابدون ، واسترحم به الخائفون .



[1] تقنو : تحوي أو تملك .
[2] كتاب المسائل : هو أحد كتب الجاحظ التي لم يبق منها إلا الضئيل
[3] المغبة : العاقبة .

21

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست