نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 16
وذكرت ملح « الحرامي » [1] ، واحتجاج « الكندي » [2] ، ورسالة « سهل بن هارون » [3] ، وكلام « ابن غزوان » [4] ، وخطبة « الحارثي » [5] ، وكلّ ما حضرني من أعاجيبهم وأعاجيب غيرهم ؛ ولم سموا البخل اصلاحا والشحّ اقتصادا ، ولم حاموا على المنع [6] ، ونسبوه إلى الحزم ؛ ولم نصبوا للمواساة ، وقرنوها بالتضييع ؟ ولم جعلوا الجود سرفا ، والأثرة جهلا [7] ؟ ولم زهدوا في الحمد ، وقلّ احتفالهم بالذم ؟ ولم استضعفوا من هش [8] للذكر ، وارتاح للبذل ؟ ولم حكموا بالقوة لمن لا يميل الى ثناء [9] ، ولا ينحرف عن هجاء ؟ ولم احتجوا لظلف العيش [10] على لينه ، ولمرّه على حلوه ؟ ولم لم يستحيوا من رفض الطيّبات في رحالهم مع استهتارهم بها في رحال غيرهم ؟ ولم تتابعوا في البخل ؟ ولم اختاروا ما يوجب ذلك الإسم ، مع أنفتهم من ذلك الإسم ؟ ولم رغبوا في الكسب ، مع زهدهم في الإنفاق ؟ ولم عملوا ، في الغنى ، عمل الخائف من زوال الغنى ، ولم يفعلوا في الغنى عمل الراجي لدوام الغنى ؟ ولم وفروا نصيب
[1] الحرامي : هو ابو محمد عبد اللَّه ، احد الرجال البخلاء الذين كانوا سببا لوضع كتاب البخلاء ، وبنائه عليهم . [2] الكندي : هو ابو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الفيلسوف العربي . اشتهر بالبخل ايضا . [3] سهل بن هارون : هو ابو عمرو سهل بن هارون احد كتاب العصر العباسي . ولقد ذكره الجاحظ في مقدمة كتابه هذا . وكان الجاحظ قبل ان يسير ذكره يؤلف الكتب وينحلها غيره من المؤلفين المشهورين كسهل بن هارون [4] ابن غزوان : هو اسماعيل بن غزوان ، احد البخلاء . [5] الحارثي : هو أحد البخلاء الذين ذكرهم الجاحظ وتحدث عنهم . [6] المنع : البخل والحرص . [7] الأثره : العمل الفاضل . [8] هشّ : فرح وابتسم ونشط . [9] ثناء : مديح . [10] ظلف العيش : قسوته ومرارته وخشونته .
16
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 16