responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 156


كثرة المضغ تشدّ العمور [1] وتقوّي الأسنان وتدبغ اللثة وتغذو أصولها ، وإعفاء الأضراس من المضغ يريّخها [2] ، وإنما الفم جزء من الإنسان . وكما أن الإنسان نفسه إذا تحرّك وعمل قوي ، وإذا طال سكوته تفتّخ واسترخى ، فكذلك الأضراس . ولكن رفقا ، فإن الأتعاب ينقض القوة .
ولكلّ شيء مقدار ونهاية . فهذا ضرسك لا تشتكيه ، وبطنك أيضا لا تشتكيه » ؟
فإن قال : « واللَّه إن أروي [3] من الماء ، وما أظن أن في الدنيا أحدا أشرب مني للماء » قال : « لا بدّ للتراب من ماء ، ولا بد للطين من ماء يبلَّه ويرويه . أوليست الحاجة على قدر كثرته وقلَّته . واللَّه لو شربت ماء الفرات ما استكثرته لك ، مع ما أرى من شدّة أكلك وعظم لقمك .
تدري ما قد تصنع ؟ أنت واللَّه تلعب . أنت لست ترى نفسك فسل عنك من يصدقك ، حتى تعلم أن ماء دجلة يقصر عما في جوفك » . فإن قال : « ما شربت اليوم ماء البتّة ، وما شربت أمس بمقدار نصف رطل .
وما في الأرض إنسان أقلّ شربا مني للماء « ، قال : « لأنك لا تدع لشرب الماء موضعا ، ولأنك تكنز في جوفك كنزا لا يجد الماء معه مدخلا .
والعجب لا تتخم ، لأن من لا يشرب الماء على الخوان ، لا يدري مقدار ما أكل ، ومن جاوز مقدار الكفاية كان حريّا بالتخمة » .
فإن قال : « ما أنام الليل كلَّه . وقد أهلكني الأرق [4] » قال :
« وتدعك الكظَّة [5] والنّفخة والقرقرة أن تنام ؟ واللَّه لو لم يكن إلا العظش الذي ينبّه الناس لما نمت . ومن شرب كثيرا بال كثيرا . ومن كان الليل



[1] العمور : مفردها عمر . اللحم الذي يتدلى من اللثة ويظهر بين الاسنان .
[2] يريخها : يجعلها مرتاحة .
[3] أروى : اشد شربا .
[4] الأرق : القلق ، عدم النوم .
[5] الكظة : الامتلاء من الطعام . التخمة . سبق شرحها .

156

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست