نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 141
إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)
حديث الخليل قال الخليل : جلس الثوريّ إلى حلقة المصلحين في المسجد ، فسمع رجلا من مياسيرهم يقول : بّطنوا كل شيء لكم فإنه أبقى . ولأمر جعل اللَّه دار الآخرة باقية ، ودار الدنيا فانية . ثم قال : ربما رأيت المبطَّنة [1] الواحدة تقطع أربعة أقمصة ، والعمامة الواحدة تقطع أربعة أزر [2] . ليس ذلك إلا لتعاون الطي ، وترافد [3] الأثناء . فبطنوا البواريّ [4] ، وبطنوا الحصر ، وبطنوا البسط ، وبطنوا الغداء بشربة باردة . قال : فقال له الثوريّ : لم أفهم مما قلت إلا هذا الحرف وحده . قال الخليل : حمّ الثوري ، وحمّ عياله وخادمه ، فلم يقدروا مع شدة الحمى على أكل الخبز ، فربح كيلة تلك الأيام من الدقيق ، ففرح بذلك وقال : لو كان منزلي سوق الأهواز أو نطاة خيبر [5] أو وادي الجحفة [6] ، لرجوت أن استفضل كل سنة مائة دينار . فكان لا يبالي أن يحمّ هو وأهله أبدا ، بعد أن يستفضل كفايتهم من الدقيق . وكان يقول : إذا رأيت الرجل يشتري الجدي رحمته ، فإن رأيته يشتري الدجاج حقرته ، فإن رأيته يشتري الدرّاج [7] لم أبايعه [8] ولم أكلَّمه .
[1] المبطنة : الجبّة ، العباءة . [2] أزر : قطع من القماش تقويها . [3] ترافد : تعاون . [4] البواري : مفردها بارية : الحصر المصنوعة من القصب . [5] نطاة خيبر : حصن خيبر . [6] الجحفة : قرية على طريق المدينة من مكة . [7] الدرّاج : طائر من طيور العراق . [8] لم ابايعه : لم اجادله ، لم احاوره .
141
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 141