نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 135
صدرا [1] ، أطهر الفتور والتشاغل والتنقّر كالشبعان الممتلىء [2] . وهو في ذلك غير رافع يده ولا قاطع أكله . إنما هو النّتف بعد النّتف ، وتعليق اليد في خلل ذلك . فلا بدّ من أن ينقبض بعضهم ويرفع يده ، ربما شمل ذلك جماعتهم . فإذا علم أنه قد أحرزهم واحتال لهم ، حتى يقلعهم من مواضعهم من حول الخوان ، [3] ويعيدهم الى مواضعهم من مجالسهم ، ابتدأ الأكل ، فأكل أكل الجائع المقرور [4] وقال : « إنما الأكل تارات والشرب تارات » . وكان كثيرا ما يقول لأصحابه إذا بكروا عليه : لم لا نشرب أقداحا على الريق ؟ فإنها تقتل الديدان ، وتحفش [5] لأنفسنا قليلا ، فإنها تأتي على جميع الفضول ، وتشهّي الطعام بعد ساعة . وسكَّره أطيب من سكر [6] الكظَّة [7] . والشارب على الملأة بلاء [8] ، وهو بعد ذلك دليل على أنك نبيذي خالص . ومن لم يشرب على الريق فهو نكس [9] في الفتوة ودعي [10] في أصحاب النبيذ . وإنما يخاف على كبده من سورة الشراب على الريق ، من بعد عهده باللحم . وهذه الصبحة [11] تغسل عنكم الأوضار [12] ، وتنفي التّخم ، وليس دواء الخمار إلا الشرب بالكبار .
[1] صدرا : مقدارا من الطعام . [2] أظهر أنه قد شبع والتنقر : هو اللهو بالطعام للدلالة على عدم المبالاة . [3] حتى يبعدهم عن مكان الطعام ، ومن حول وعاء الأكل . [4] المقرور : الجائع . [5] تحفش : تريح . [6] سكر : الشرب على الريق . [7] الكظة : التخمة ، أو الامتلاء من الطعام . [8] والشراب بعد الامتلاء من الطعام ضرر . [9] نكس : يخسر ، أو هو مقصر . [10] دعيّ : هزيل ، لا يقوى على النجدة . [11] يعني الشراب على الريق . [12] الأوضار : السموم .
135
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 135