responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 121

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


تعرض لأكثر مما أنكره . قال رسول اللَّه ، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « الجار قبل الدار ، والرفيق قبل الطريق » .
وزعمتم أن تسقّط الكراء أهون ، إذا كان شيئا بعد شيء . وإن الشدائد إذا وقعت جملة ، جاءت غامرة للقوة فأما إذا تقطَّع وتفرّق ، فليس يكترث لها إلا من تفقّدها وتذكَّرها . ومال الشراء يخرج جملة ، وثلمته [1] في المال واسعة ، وطعنته نافذة . وليس كل خرق يرقع ، ولا كل خارج يرجع . وأنه قد أمن من الحرق والغرق وميل أسطوان [2] وانقصاف سهم واسترخاء أساس وسقوط سترة وسوء جوار وحسد مشاكل ، وأنه أما لا يزال في بلاء ، وإما أن يكون متوقعا لبلاء . وقلتم : إن كان تاجرا فتصريف ثمن الدار في وجوه التجارات أربح ، وتحويله في أصناف البياعات أكيس [3] . وإن لم يكن تاجرا ، ففي ما وصفناه له ناه ، وفيما عددنا له زاجر [4] . فلم تمنعكم حرمة المساكنة وحقّ المجاورة والحاجة الى السكنى وموافقة المنزل ، إن أشرتم على الناس بترك الشراء . وفي كساد الدور فساد لأثمان الدور ، وجرأة للمستأجر ، واستحطاط [5] من الغلة ، وخسران في أصل الماء . وزعمتم أنكم قد أحسنتم الينا حين حثثتم الناس على الكراء ، لما في ذلك من الرخاء والنماء . فأنتم لم تريدوا نفعنا بترغيبهم في الكراء ، بل إنما أردتم أن تضرّونا بتزهيدكم في الشراء .
وليس ينبغي أن يحكم عن كل قوم إلا بسبيلهم ، وبالذي يغلب عليهم من أعمالهم .
فهذه الخصال المذمومة كلها فيكم ، وكلها حجة عليكم ، وكلها



[1] الثلمة : شقوق وفجوات تظهر في الجدار .
[2] أسطوان : العمود .
[3] أكيس : أحسن وأظرف وهو يقصد الربح الوفير .
[4] زاجر : رادع .
[5] استحطاط : اقلال ، إنقاص المحصول .

121

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست