أجده . فالحمد للَّه الذى أشجى عدوّك ، ولم يصدق طمعه ، وأزال غصة وليك ، ولم يحقق حذره . وأنا أسأل اللَّه الذى وهب لنا إقالته ، وساق اليك عافيته أن يهب لك عمرا زائدا على أمنيتك ، متجاوزا حدّ إحسانك ، موفيا على مبلغ ظنك ؛ ويصل العزلك فى أمده ، بكريم المنقلب من بغده . ويجعل حسن بلائه عندك [1] كمدا فى صدر حاسدك ، وجمالا في عين مؤملك ، وسرورا للمتصلين بك ان شاء اللَّه . وكتب : من قصر في الشغل عمره ، قلّ في العطلة صبره . وما من وجهة أؤمل فيها سدّ اختلالى إلا دهمتنى فيها خيبة تكسف بالى . وأنت من لا يتخطاه الأمل فى أوان عطلته ، ولا يجاوز رجاءه الحرمان في حين ولايته . وليس لذمّ عليك طريق ، ولا الى مدحك سبيل ، لأنى اذا قلت فيك ما لا تعرف به عورضت بالتكذيب ، وأن أتيت بما لم تولنى طالبت حالي بالتحقيق . فلا يرى الناس فيها أثر تصديق ، وقد صفرت يدي من فائدتك ، بعد أن كنت ملأتها من عائدتك . فان رأيت أن تجيرنى من الحدثان ، وتقيلنى من قيد الزمان . فعلت ان شاء اللَّه . قال أبو بكر : ومكاتبة أحمد بن يوسف كثيرة شهيرة معروفة مألوفة ، فأتيت بالقليل منها ليستدل بها على جميعها . ان شاء اللَّه : وفاة احمد بن يوسف قال أبو بكر : سمعت عون بن محمد الكندي يقول : سمعت عبد اللَّه بن أحمد ابن يوسف يقول : مات ابى بضيق نفس اعتراه أياما ، وذاك أن المعتصم وسعيد ابن سالم الباهلى كانا يكيدانه عند المأمون ، ويقعان فيه ، فدخل يوما الى المأمون وهو يتبخر ، فأخرج المجمر من تحته ، وقال : اجعلوها تحت أحمد ليكرمه بذلك