وفود اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم وظهر الاسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها وخرج بأهله وماله ولحق بالشحر فخالف جودان بن يحيى الفرضمي وكان سيدا منيعا ونزل بواد من أودية الشحر مخصبا كثير الشجر من الأيك والعرين قال خنافر وكان رئي في الجاهلية لا يكاد يتغيب عني فلما شاع الإسلام فقدته مدة طويلة وساءني ذلك فبينا أنا ليلة بذلك الوادي نائما إذ هوى هوى العقاب فقال خنافر فقلت شصار فقال اسمع أقل قلت قل اسمع فقال عه تغنم لكل مدة نهاية وكل ذي أمد إلى غاية قلت أجل فقال كل دولة إلى أجل ثم يتاح لها حول انتسخت النحل ورجعت إلى حقائقها الملل إنك سجير موصول والنصح لك مبذول وإني آنست بأرض الشام نفرا من آل العذام حكاما على الحكام يذبرون ذار ونق من الكلام ليس بالشعر المؤلف ولا السجع المتكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت بم تهينمون وإلام تعتزون قالوا خطاب كبار جاء من عند الملك الجبار فاسمع يا شصار عن أصدق الأخبار واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النار فقلت وما هذا الكلام فقالوا فرقان بين الكفر والايمان رسول من مضر من أهل المدر ابتعث فظهر فجاء بقول قد بهر وأوضح نهجا قد دثر فيه مواعظ لمن اعتبر ومعاذ لمن ازدجر ألف بالآي الكبر قلت ومن هذا المبعوث من مضر قال أحمد خير البشر فان آمنت أعطيت الشبر وان خالفت أصليت سقر فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك أبادر فجانب كل كافر وشايع كل مؤمن طاهر وإلا فهو الفراق لاعن تلاق قلت من أين أبغي هذا الدين قال من ذات الآخرين والنفر اليمانين أهل الماء والطين قلت أوضح قال الحق بيثرب ذات النخل والحرة ذات النعل فهناك أهل الطول والفضل والمواساة والبذل ثم أملس عني فبت مذعورا أراعي الصباح فلما برق لي النور امتطيت راحلتي وآذنت أعبدي واحتملت بأهلي حتى وردت الجوف فرددت الإبل على أربابها بحولها وسقابها وأقبلت أريد صنعاء فأصبت بها معاذ بن جبل أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم