من عنده وغلمانه جلوس لم يقم إليه أحد منهم ولم يعنه فظن أن حربا ساخط عليه فرجع إليه وقال أواجد أنت علي قال لا ولم ذلك فأخبره خبر الغلمان قال ارجع إليهم فسلهم فرجع إليهم فسألهم فقالوا إنا ننزل الضيف ولا نرحله فلما قدم المدينة سمع الغاضري بحديثه فأتاه فقال إني أحب أن أسمع هذا الحديث منك فحدثه فقال هو يهودي أو نصراني إن لم يكن فعل الغلمان أحسن من شعرك وقرأت على أبي بكر بن دريد للنمر بن تولب تضمنت أدواء العشيرة بينها * وأنت على أعواد نعش تقلب قوله تضمنت أدواء العشيرة بينها أي ضمنت ما كان في العشيرة من داء أو فساد إذ كنت فيهم حيا وأنت اليوم على أعواد نعش وقال الأصمعي تضمنت أصلحت والمعنى عندي أنه كان يضمن دماء العشيرة فيصلح بينها وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عبد الله ابن خلف قال حدثنا اسحق بن محمد النخعي قال حدثني محمد بن سهل قال حدثني المدائني قال امتدح أبو العتاهية عمر بن العلاء مولى عمرو بن حريث صاحب المهدي فأمر له بسبعين ألف درهم وأمر من حضره من خدمه وغلمانه أن يخلعوا عليه فخلعوا عليه حتى لم يقدر على القيام لما عليه من الثياب ثم إن جماعة من الشعراء كانوا بباب عمر فقال بعضهم يا عجبا للأمير يعطي أبا العتاهية سبعين ألف درهم فبلغ ذلك عمر فقال علي بهم فأدخلوا عليه فقال ما أحسد بعضكم لبعض يا معشر الشعراء أن أحدكم يأتينا يريد مدحنا فيشبب في قصيدته بصديقته بخمسين بيتا فما يبلغنا حتى تذهب لذاذة مدحه ورونق شعره وقد أتانا أبو العتاهية فشبب ببيتين ثم قال إني أمنت من الزمان وريبه * لما علقت من الأمير حبالا لو يستطيع الناس من إجلاله * لحذوا له حر الوجوه نعالا ما كان هذا الجود حتى كنت يا * عمرا ولو يوما تزول لزالا إن المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا