حدثنا الأصمعي قال حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قال عروة لبنيه يا بني لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى حريمه فإن الله أكرم الكرماء وأحق من اختير له قال وكان يقول يا بني تعلموا العلم فأنكم أن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبراءهم واسوأتا ماذا أقبح من شيخ جاهل وكان يقول إذا رأيتم خلة رائعة من شر من رجل فاحذروه وان كان عند الناس رجل صدق فإن لها عنده أخوات وإذا رأيتم خلة رائعة من خير من رجل فلا تقطعوا إناتكم منه وان كان عند الناس رجل سوء فإن لها عنده أخوات وقال الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال وجد في حكمة فارس إني وجدت الكرماء والعقلاء يبتغون إلى كل صلة ومعروف سببا ورأيت المودة بين الصالحين سريعا اتصالها بطيأ انقطاعها ككوب الذهب سريع الإعادة أن أصابه ثلم أو كسر ورأيت المودة بين الأشرار بطيأ اتصالها سريعا انقطاعها ككوب الفخار أن أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له ورأيت الكريم يحفظ الكريم على اللقاءة الواحدة ومعرفة اليوم ورأيت اللئيم لا يحفظ إلا رغبة أو رهبة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي عن أبيه عن هشام بن صالح عن سعد قال كنا بمصر فبلغنا أمور عن أهلها فصعد عتيبة المنبر مغضبا فقال أيا حاملين الأم أنوف ركبت بين أعين إنما قلمت أظفاري عنكم ليلين مسي إياكم وسألتكم صلاحكم لكم إذ كان فسادكم راجعا عليكم فأما إذ أبيتم إلا الطعن في الولاة والتنقص للسلف فوالله لأقطعن على ظهوركم بطون السياط فان حسمت داءكم وإلا فالسيف من ورائكم فكم من موعظة منا لكم مجتها قلوبكم وزجرة صمت عنها آذانكم ولست أبخل عليكم بالعقوبة إذ جدتم لنا بالمعصية ولا أويسكم من مراجعة الحسنى أن صرتم إلى التي هي أبر وأتقى وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم بن الأصمعي قال قال الأحنف بن قيس إن الله جعل أسعد عباده عنده وأرشدهم