نعم يا أمير المؤمنين قال هي لك قم فادخل في تلك القبة ففعل ثم قال هل قلت في هذا الأمر شعرا قال نعم يا سيدي ثم أنشد ظبي كتبت بطرفي * من الضمير إليه قبلته من بعيد * فاعتل من شفتيه ورد أخبث رد * بالكسر من حاجبيه فما برحت مكاني * حتى قدرت عليه ومن أحسن ما قيل في العناق ما أنشدناه أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أحمد بن يحيى بن أبي فنن خلوت فنادمتها ساعة * على مثلها يحسد الحاسد كأنا وثوب الدجى مسبل * علينا لمبصرنا واحد قال أبو بكر وسرق هذا المعنى ابن المعتز فقال ما أقصر الليل على الراقد * وأهون السقم على العائد يفديك ما أبقيت من مهجتي * لست لما أوليت بالجاحد كأنني عانقت ريحانة * تنفست في ليلها البارد فلو ترانا في قميص الدجى * حسبتنا من جسد واحد وأحسن في هذا المعنى علي بن العباس الرومي وأنشدناه الناجم عنه أعانقها والنفس بعد مشوقة * إليها وهل بعد العناق تدان وألثم فاها كي تموت حرارتي * فيشتد ما ألقى من الهيمان ولم يك مقدار الذي بي من الهوى * ليسفيه ما ترشف الشفتان كان فؤادي ليس يشفي غليله * سوى أن يرى الروحان يمتزجان ولبعضهم في هذا المعنى