responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغاني نویسنده : أبي الفرج الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 73


عنه - قال : فغنّاه فدعا له بخمسة عشر ألف دينار فصبّها بين يديه ، ثم قال : انصرف إلى أهلك واكتم ما رأيت .
وأخبرني بهذا الخبر عمّي فجاء ببعض معانيه وزاد فيه ونقص ، قال : حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزّيات قال حدّثني سليمان بن سعد [1] الحلبيّ قال :
سمعت القاري بن عديّ يقول : إشتاق الوليد بن يزيد إلى معبد ، فوجّه إليه إلى المدينة فأحضر . وبلغ الوليد قدومه ، فأمر ببركة بين يدي مجلسه فملئت ماء ورد قد خلط بمسك وزعفران ، ثم فرش للوليد في داخل البيت على حافة البركة ، وبسط لمعبد مقابله على حافة البركة ، ليس معهما ثالث ، وجيء بمعبد فرأى سترا مرخى ومجلس رجل واحد . فقال له الحجّاب : يا معبد ، سلَّم على أمير المؤمنين واجلس في هذا الموضع ؛ فسلَّم فردّ عليه الوليد السّلام من خلف السّتر ، ثم قال له : حيّاك اللَّه يا معبد ! أتدري لم وجّهت / إليك ؟ قال : اللَّه أعلم وأمير المؤمنين .
قال : ذكرتك فأحببت أن أسمع منك . قال معبد : أأغنّي ما حضر أم ما يقترحه أمير المؤمنين ؟ قال : بل غنّني :
< شعر > ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم حتى تفانوا وريب الدهر عدّاء < / شعر > فغنّاه ، فما فرغ منه حتى رفع الجواري السّجف ، ثم خرج الوليد فألقى نفسه في البركة فغاص فيها ثم خرج منها ، فاستقبله الجواري بثياب غير الثياب الأولى ، ثم شرب وسقى معبدا ، ثم قال له : غنّني يا معبد :
< شعر > يا ربع مالك لا تجيب متيّما قد عاج نحوك زائرا ومسلَّما جادتك كلّ سحابة هطَّالة حتى ترى عن زهرة متبسّما لو كنت تدري من دعاك أجبته وبكيت من حرق عليه إذا دما < / شعر > قال : فغنّاه ، وأقبل الجواري فرفعن السّتر ، وخرج الوليد فألقى نفسه في البركة فغاص فيها ثم خرج ، فلبس ثيابا غير تلك ، ثم شرب وسقى معبدا ، ثم قال له : غنّني . فقال : بماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال غنّني :
< شعر > عجبت لمّا رأتني أندب الربع المحيلا [2] واقفا في الدار أبكي لا أرى إلا الطَّلولا كيف تبكي لأناس لا يملَّون الذّميلا ؟ [3] كلَّما قلت اطمأنّت دارهم قالوا [4] الرّحيلا < / شعر > قال : فلمّا غنّاه رمى نفسه في البركة ثم خرج ، فردّوا عليه ثيابه ، ثم شرب وسقى معبدا ، ثم أقبل عليه الوليد فقال له : يا معبد ، من أراد أن يزداد عند الملوك حظوة / فليكتم أسرارهم . فقلت : ذلك ما لا يحتاج أمير المؤمنين إلى إيصائي به . فقال : يا غلام ، احمل إلى معبد عشرة آلاف دينار تحصّل [5] له في بلده وألفي دينار لنفقة طريقه ،



[1] في ت : « سعيد » وفي خ ، ر : « سعيد الخير » . ولم نعثر على هذا الاسم حتى نرجح إحدى ما في الأصول .
[2] المحيل : الذي أتت عليه أحوال فغيّرته .
[3] الذميل كأمير : السير اللَّين ما كان أو هو فوق العنق .
[4] في ت : « صاحوا » وفي « نهاية الأرب » ج 4 ص 281 : « جدّوا » .
[5] أي تدفع وتسلَّم .

73

نام کتاب : الأغاني نویسنده : أبي الفرج الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست