< شعر > أبلغ به ميتا بأنّ تحيّة ما إن تزال بها النجائب تخفق [1] منّي إليك وعبرة مسفوحة جادت بدرّتها وأخرى تخنق [2] هل يسمعنّ النمضر إن ناديته إن كان يسمع هالك لا ينطق [3] ظلَّت سيوف بني أبيه تنوشه للَّه أرحام هناك تشقّق / صبرا يقاد إلى المنيّة متعبا رسف المقيّد وهو عان موثق [4] أمحمد ولأنت نسل نجيبة في قومها والفحل فحل معرق [5] ما كان ضرّك لو مننت وربّما منّ الفتى وهو المغيظ المحنق أو كنت [6] قابل فدية فليأتين بأعزّ ما يغلو لديك وينفق والنضر أقرب من أخذت بزلَّة وأحقّهم إن كان عتق يعتق [7] < / شعر > فبلغنا أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته » . فيقال : إن شعرها أكرم شعر موتورة [8] وأعفّه وأكفّه وأحلمه . قال ابن إسحاق : وحدّثني أبو عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم لمّا كان بعرق / الظَّبية [9] قتل عقبة بن أبي معيط . قال حين أمر به أن يقتل : فمن للصّبية يا محمد ؟ قال : النار . فقلته عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أحد بني عمرو بن عوف . حدّثني أحمد بن الجعد قال حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن إسحاق الأدميّ قال حدّثنا الوليد بن مسلم قال حدّثني الأوزاعيّ قال حدّثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التّيميّ قال حدّثني عروة بن الزّبير قال : سألت عبد اللَّه بن عمرو فقلت : أخبرني بأشدّ شيء صنعه المشركون برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فقال : بينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم يصلَّي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم فخنقه به خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر - رحمة اللَّه عليه - حتى أخذ بمنكبه فدفعه عن رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم وقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربّي اللَّه ! ولاية الوليد بن عقبة الكوفة في خلافة عثمان ثم عزله عنها وكان الوليد بن عقبة أخا عثمان بن عفّان لأمّه ، أمّهما أروى بنت عامر بن كريز ، وأمّها أمّ حكيم البيضاء بنت
[1] في « ديوان الحماسة » وياقوت وأ : « بلغ به ميتا فإن تحية » . وفي ت ، ج ، ر : « الركائب » . [2] في أ « ديوان الحماسة » : « مني إليه » ويروى فيه : « جادت لمائحها » تعنى أباها لأنه هو الذي يستبكيها ويستنزف دمعها . [3] روى « فليسمعنّ النضر إن ناديته » . وروى الشطر الثاني : « إن كان يسمع هالك أو ينطق » . [4] رسف المقيد : مشيه . [5] روى : « أمحمد ولأنت ضنء نجيبة » وروى « أمحمد يا خير ضنء كريمة » . والضنء : النسل . [6] صححه الشنقيطي : « لو كنت قابل فدية . . . » وروى في ب : « إن كنت . . . » وفي سائر النسخ كما في الصلب ، وهو مستقيم وصحيح . [7] روى : « والنضر أقرب من أصبت وسيلة » . ( انظر « شرح ديوان الحماسة » للتبريزيّ طبع بولاق ج 3 ص 14 و 15 ) . [8] الموتور : من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه . [9] عرق الظبية ( بضم الظاء وسكون الباء ) : موضع ، قال الواقديّ هو من الرّوحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة . وبه مسجد للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم . ( ياقوت ) .