responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغاني نویسنده : أبي الفرج الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 44


ابن جامع ، فدخل عليه أبي وأنا معه ، فقال : يا أبا القاسم ، قد جئتك في حاجة ، فإن شئت فاشتمني ، وإن شئت فاقذفني ، غير أنه لا بدّ لك من قضائها . هذا عبدك وابن أخيك أسحاق قال لي كذا وكذا ، فركبت معه أسألك أن / تسعفه فيما سأل . فقال : نعم ، على شريطة : تقيمان عندي أطعمكما مشوشة [1] وقليّة [2] وأسقيكما من نبيذي التّمريّ وأغنّيكما ، فإن جاءنا رسول الخليفة مضينا إليه وإلَّا أقمنا يومنا . فقال أبي : السمع والطاعة ، وأمر بالدوابّ فردّت . فجاءنا ابن جامع بالمشوشة والقليّة ونبيذه التمريّ فأكلنا وشربنا ، ثم اندفع فغنّانا ، فنظرت إلى أبي يقلّ في عيني ويعظم ابن جامع حتى صار أبي في عيني كلا شيء . فلما طربنا [3] غاية الطَّرب جاء رسول الخليفة فركبا وركبت معهما . فلما كنا في بعض الطريق قال لي أبي : كيف رأيت ابن جامع يا بنيّ ؟ قلت له : أو تعفيني جعلت فداك ! قال : لست أعفيك فقل . فقلت له : رأيتك ولا شيء أكبر عندي منك قد صغرت عندي في الغناء معه حتى صرت كلا شيء . ثم مضيا إلى الرشيد ، وانصرفت إلى منزلي ؛ وذلك لأني لم أكن بعد وصلت إلى الرشيد . فلما أصبحت أرسل إليّ أبي فقال : يا بنيّ ، هذا الشتاء قد هجم عليك وأنت تحتاج فيه إلى مؤنة [4] ، / وإذا مال عظيم بين يديه ، فاصرف هذا المال في حوائجك . فقمت فقبّلت يده ورأسه وأمرت بحمل المال واتّبعته ، فصوّت بي :
يا إسحاق ارجع ، فرجعت . فقال لي : أتدري لم وهبت لك هذا المال ؟ قلت : نعم ، جعلت فداك ! قال : لم ؟ قلت :
لصدقي فيك وفي ابن جامع . قال : صدقت يا بنيّ ، امض راشدا . ولهما في هذا الجنس أخبار كثيرة تأتي في غير هذا الموضع متفرقة في أماكن تحسن فيها و [ لا ] يستغني بما ذكر ها هنا عنها . فإبراهيم يحلّ ابن جامع هذا المحلّ مع ما كان بينهما / من المنافسة والمفاخرة ثم يقدم على أن يختار فيما هو معه فيه صوتا لنفسه يكون مقدّما على سائر الغناء ، ويطابقه هو وفليح عليه ! هذا خطأ لا يتخيّل . وعلى ما به فإنّا نذكر الصوتين اللذين رويناهما عن جحظة المخالفين لرواية يحيى بن عليّ ، بعد ذكرنا ما رواه يحيى ، ثم نتبعهما باقي الاختيار [5] . فأوّل ذلك من رواية أبي الحسن عليّ بن يحيى .
الكلام على أحد هذه الأصوات الثلاثة صوت فيه لحنان < شعر > القصر فالنّخل فالجمّاء بينهما أشهى إلى القلب من أبواب جيرون إلى البلاط فما حازت قرائنه دور نزحن عن الفحشاء والهون قد يكتم الناس أسرارا فأعلمها ولا ينالون حتى الموت مكنوني < / شعر > عروضه من أوّل البسيط . القصر الذي عناه ها هنا : قصر سعيد بن العاص بالعرصة . والنخل الذي عناه : نخل كان لسعيد هناك بين قصره وبين الجمّاء وهي أرض كانت له ، فصار جميع ذلك لمعاوية بن أبي سفيان بعد وفاة سعيد ،



[1] زيت يضرب مع بياض البيض فيصنع منه طعام دسم أه عن « قاموس ستينجاس » المطبوع في لندن .
[2] « القلية كغنية : مرقة تتخذ من أكباد الجزور ولحومها ، وقد قليتها قليا : أنضجتها في المقلاة ، والقلَّاء : من حرفته ذلك » . انظر « تاج العروس » للسيد مرتضى ( مادة قلى ) و « المخصص » لابن سيده ج 4 ص 126 .
[3] في ت : « فلما طربنا عليه الطرب الكثير » .
[4] كذا في ت ، ح ، ر . وفي سائر النسخ : « معونة » .
[5] في ت : « الأخبار » .

44

نام کتاب : الأغاني نویسنده : أبي الفرج الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست