فشهرها بذلك ، فأصابت بقوله ذلك فيها خيرا . النصيب وعمر بن عبد العزيز وقد نهاه عن التشبيب بالنساء قال أيّوب : ودخل النّصيب على عمر بن عبد العزيز - رحمة اللَّه عليه - بعد ما ولي الخلافة . فقال له : إيه يا أسود ! أنت الذي تشهّر النساء بنسيبك ! فقال : إنّي قد تركت ذلك يا أمير المؤمنين ، وعاهدت اللَّه عزّوجلّ الَّا أقول نسيبا ، وشهد له بذلك من حضر وأثنوا عليه خيرا . فقال : أمّا إذ كان الأمر هكذا فسل حاجتك . فقال : بنيّات لي نفضت عليهنّ سوادي فكسدن ، أرغب بهنّ عن السّودان ويرغب عنهنّ البيضان . قال : فتريد ماذا ؟ قال : تفرض لهنّ ، ففعل . قال : ونفقة لطريقي . قال : فأعطاه حلية سيفه وكساه ثوبيه ، وكانا يساويان ثلاثين درهما . اجتماع النصيب والكميت ذي الرمّة وتناشدهم الشعر أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا / عمر بن شبّة عن إسحاق الموصليّ عن ابن كناسة قال : / اجتمع النّصيب والكميت وذو الرّمّة ، فأنشدهما الكميت قوله : < شعر > هل أنت عن طلب الأيفاع [1] منقلب < / شعر > حتى بلغ إلى قوله فيها : < شعر > أم هل ظغائن بالعلياء [2] نافعة وإن تكامل فيها الأنس والشّنب [3] < / شعر > فعقد نصيب واحدة . فقال له الكميت : ما ذا تحصي ؟ قال : خطأك ، باعدت في القول ، ما الأنس من الشّنب ، ألا قلت كما قال ذو الرّمّة : < شعر > لمياء [4] في شفتيها حوّة [5] لعس [6] وفي اللَّثات وفي أنيابها شنب < / شعر >
- النسب . وفي « المحكم » : النسب إلى تهامة تهامي وتهام على غير قياس ، كأنهم بنوا الاسم على تهمي أو تهمي ، ثم عوّضوا الألف قبل الطرف من إحدى الياءين اللاحقتين بعدها ، وهذا قول الخليل أه ( راجع « اللسان » و « شرح القاموس » مادة تهم « . وفي سائر النسخ : » سهام « وهو تحريف . [1] كذا في أكثر النسخ . ويريد بالأيفاع الكواعب التي شارفت البلوغ . وفي ح ، ء : « الإيقاع » وفي ر : « الإبقاع » ، ولعلهما تصحيف . وتمام البيت كما في « الأغاني » ج 15 في ترجمة الكميت : < شعر > أم كيف يحسن من ذي الشيبة اللعب < / شعر > [2] العلياء : اسم بلد ، كما في « اللسان » مادة سند في الكلام على السند في شعر النابغة < شعر > يا دارمية بالعلياء فالسند < / شعر > ولم يذكره ياقوت والبكري في « معجميهما » . [3] الشنب : رقة وبرد وعذوبة في الأسنان . وقد روى هذا البيت في كتاب « الموشح » لأبي عبيد اللَّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني المخطوط المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 3293 كما هنا ، ثم رواه من طريق آخر قال : أخبرني محمد بن أبي الأزهر قال حدّثنا محمد بن يزيد النحوي قال : حدّثت أن الكميت بن زيد أنشد نصيبا فاستمع له ، فكان فيما أنشده . < شعر > وقد رأينا بها حورا منعمة بيضا تكامل فيها الدّل والشنب < / شعر > فثنى نصيب خنصره ، فقال له الكميت : ما تصنع ؟ قال : أحصي خطأك ! تباعدت في قولك : تكامل فيها الدل والشنب ، هلا قلت كما قال ذو الرمة : < شعر > لمياء في شفتيها حوّة لعس < / شعر > الخ . [4] اللمياء : بيّنة اللمى ، وهو سمرة الشفتين واللثات . [5] الحوّة : سمرة الشفة . [6] اللعس : سواد اللثة والشفة في حمرة ، وهو بدل مما قبله .