< شعر > لا تخدعنّي بالمنى باطلا وأنت بي تلعب كالعابث حتّى متى أنت لنا هكذا [1] نفسي فداء لك يا حارثي يا منتهى همّي ويا منيتي ويا هوى نفسي ويا وارثي < / شعر > عتاب الناس لابن سريج في صنعة الغناء ثم رجوعهم بعد أن يسمعوا صوته قال : وبلغني أنّ رجلا من الأشراف [2] من قريش من موالي ابن سريج عاتبه يوما على الغناء وأنكره عليه ، وقال له : لو أقبلت على غيره من الآداب لكان أزين بمواليك وبك ! فقال : جعلت فداك ! امرأته طالق إن أنت لم تدخل الدار . فقال الشّيخ : ويحك ! ما حملك على هذا ؟ قال : جعلت فداك قد فعلت . فالتفت النوفليّ إلى بعض من كان معه متعجّبا مما فعل . فقال له القوم : قد طلقت امرأته إن أنت لم تدخل الدار . فدخل ودخل القوم معه . فلمّا توسّطوا الدار قال : امرأته طالق إن أنت لم تسمع غنائي . قال : اعزب عنّى يا لكع ! ثم بدر الشيخ ليخرج . فقال له أصحابه : أتطلَّق امرأته وتحمل وزر ذلك ؟ ! قال : فوزر الغناء أشدّ . قالوا : كلَّا ! ما سوّى اللَّه عزّوجلّ بينهما . فأقام الشيخ مكانه . ثم اندفع ابن سريج يغنّي في شعر عمر بن أبي ربيعة في زينب : < شعر > أليست بالَّتي قالت لمولاة لها ظهرا [3] أشيري بالسّلام له إذا هو نحونا خطرا وقولي في ملاطفة لزينب نوّلي عمرا أهذا سحرك النّسوا ن قد خبّرنني الخبرا < / شعر > فقال للجماعة : هذا واللَّه حسن ! ما بالحجاز مثله ولا في غيره . وانصرفوا . أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن الأصمعيّ قال : قال عبد اللَّه بن عمير [4] اللَّيثيّ لابن سريج : لو تركت الغناء ! وعاتبه على ذلك . فقال : جعلت فداك ! لو سمعته ما تركته . ثم قال : امرأته طالق ثلاثا إن لم تدخل الدار حتّى تسمع غنائي . فالتفت عبد اللَّه إلى رفيق له كان معه فقال : ما تنتظر ؟ ادخل بنا وإلَّا طلقت امرأة الرجل . فدخلا مع ابن سريج ، فغنّى بشعر الأحوص : صوت < شعر > لقد شاقك الحيّ إذ ودّعوا فعينك في إثرهم تدمع وناداك للبين غربانه [5] فظلت كأنّك لا تسمع < / شعر > ثم قال : امرأته طالق إن أنت لم تستحسنه لأتركنّه . فتبسّم عبد اللَّه وخرج .
[1] كذا في ر ، ح و « الديوان » . وفي سائر النسخ : هذا متى أنت لنا هكذا [2] هذه الكلمة ساقطة في ت ، ح ، ر . [3] يحتمل أن يكون « ظهرا » بالتحريك فعلا ، وبالضم ظرفا . [4] في ح ، ز ، م ، ء : « ابن عمر » . [5] في ح ، ر : وناداك بالبين غربانهم .