< شعر > بكاها وما يدري سوى الظَّنّ من بكى أحيا يبكَّى [1] أم ترابا وأعظما فدعها وأخلف للخليفة مدحة تزل عنك بؤس أو تفيدك [2] أنعما فإنّ بكفّيه مفاتيح رحمة وغيث حيا يحيا به الناس مرهما [3] إمام أتاه الملك عفوا ولم يثب على ملكه مالا حراما ولا دما تخيّره ربّ العباد لخلقه وليّا وكان اللَّه بالناس أعلما فلمّا قضاه [4] اللَّه لم يدع مسلما لبيعته إلَّا أجاب وسلَّما ينال الغنى والعزّ من نال ودّه ويرهب موتا عاجلا من تشأَّما [5] < / شعر > فقال الوليد : أحسنت واللَّه وأحسن الأحوص ! عليّ بالأحوص . ثم قال : يا عبيد هيه ! فغنّاه بشعر عديّ بن الرّقاع العامليّ يمدح الوليد : صوت < شعر > طار الكرى وألمّ [6] الهمّ فاكتنعا [7] وحيل بيني وبين النّوم فامتنعا كان الشّباب قناعا أستكنّ به وأستظلّ زمانا ثمّت انقشعا فاستبدل الرأس شيبا بعد داجية فينانة [8] ما ترى في صدغها نزعا [9] فإن تكن ميعة [10] من باطل ذهبت وأعقب اللَّه بعد الصّبوة الورعا فقد أبيت أراعي الخود [11] راقدة على الوسائد مسرورا بها ولعا برّاقة الثّغر تشفي القلب لذّتها إذا مقبّلها في ريقها كرعا [12] كالأقحوان بضاحي الرّوض صبّحه غيث أرشّ بتنضاح [13] وما نقعا [14] < / شعر >
[1] بكاه بكاء بالتخفيف وبكاه بالتشديد ، كلاهما بكى عليه ورثاه . [2] رفع الفعل هنا على توهم أن الأوّل مرفوع كأنه قيل : تزيل عنك بؤسي أو تفيدك أنعما ، أو على أنه مستأنف كأنه قيل أو هي تفيدك أنعما . انظر « كتاب سيبوية » طبع المطبعة الأميرية ج 1 ص 429 و « المغني » مع حاشية الأمير ( ج 2 ص 197 - 198 ) [3] أرهمت السماء : أتت بالرّهام جمع رهمة ، وهي المطر الضعيف الدائم . [4] في ت : « ارتضاه » . [5] تشأم بمعنى تشاءم . [6] ألم : نزل . [7] اكتنع : دنا وحضر . [8] فينانة : حسنة الشعر طويلته . [9] النزع : انحسار مقدّم شعر الرأس عن جانبي الجبهة . [10] ميعة كل شيء : معظمه وحدّته . [11] الخود : الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نصفا . [12] كرع في الماء ( كمنع وسمع ) كرعا وكروعا : تناوله بقيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء . [13] التنضاح : من النضح وهو الرش . يريد أنه يبله بقليل من المطر . [14] ما نقعا ، أي ما أروى .