الغناء لإبراهيم خفيف ثقيل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق . عمر وكلثم بنت سعد المخزومية أخبرني الحسن بن علىّ الخفّاف ومحمد بن خلف قالا حدّثنا محمد بن زكريّا الغلابيّ قال حدّثني محمد بن عبد الرحمن التّيميّ عن هشام بن سليمان بن [1] عكرمة بن خالد المخزوميّ قال : كان عمر بن أبي ربيعة يهوى كلثم بنت سعد [2] المخزوميّة ، فأرسل إليها رسولا [3] فضربتها وحلقتها [4] وأحلفتها ألَّا تعاود ، ثم أعادها ثانية ففعلت بها مثل ذلك ، فتحاماها رسله . فابتاع أمة سوداء لطيفة رقيقة وأتى بها منزله ، فأحسن إليها وكساها وآنسها وعرّفها خبره وقال لها : إن أوصلت لي رقعة إلى كلثم فقرأتها فأنت حرّة ولك معيشتك ما بقيت . فقالت اكتب لي مكاتبة [5] واكتب حاجتك في آخرها ، ففعل ذلك . فأخذتها ومضت بها إلى باب كلثم فاستأذنت ، فخرجت إليها أمة لها فسألتها عن أمرها ؛ فقالت : مكاتبة لبعض أهل مولاتك جئت أستعينها في مكاتبتي ، وحادثتها / وناشدتها حتى ملأت قلبها ؛ فدخلت إلى كلثم وقالت : إنّ بالباب مكاتبة لم أر قطَّ أجمل منها ولا أكمل ولا آدب . فقالت : ائذني لها ، فدخلت . فقالت : من كاتبك ؟ قالت : عمر بن أبي ربيعة الفاسق ! فاقرئي مكاتبتي . فمدّت يدها لتأخذها . فقالت لها : لي عليك عهد اللَّه أن تقرئيها ؛ فإن كان منك إليّ شيء مما أحبّه وإلَّا لم يلحقني منك مكروه ؛ فعاهدتها [6] وفطنت . وأعطتها الكتاب ، فإذا أوّله : < شعر > من عاشق صبّ يسرّ الهوى قد شفّه الوجد إلى كلثم رأتك عيني فدعاني الهوى إليك للحين ولم أعلم قتلتنا ، يا حبّذا أنتم ، في غير ما جرم ولا مأثم واللَّه قد أنزل في وحيه مبيّنا في آيه المحكم من يقتل النفس كذا ظالما ولم يقدها نفسه يظلم وأنت ثأري فتلافى دمي ثم اجعليه نعمة تنعمي وحكَّمي عدلا يكن بيننا أو أنت فيما بيننا فاحكمي وجالسيني مجلسا واحدا من غير ما عار ولا محرم [7] وخبّريني ما الذي عندكم باللَّه في قتل امرىء مسلم < / شعر > قال : فلمّا قرأت الشعر قالت لها : إنّه خدّاع ملق ، وليس لما شكاه أصل . قالت : يا مولاتي ! فما عليك من
[1] في ح ، ر ، ت : « عن عكرمة » وهو تحريف لورود هذا الاسم في « كتب التراجم » كما أثبتناه . [2] في ت ، م ، ء : « سعيد » . [3] رسول : فعول بمعنى مفعول ، ويجوز استعماله للذكر والمؤنث والمثنى والجمع . [4] حلقتها ، لعل المناسب من معاني هذه الكلمة هنا : أوجعتها في حلقها . [5] المكاتبة : أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤدّيه إليه منجّما ( مقسّطا ) ، فإذا أدّاه صار حرا ؛ سميت كذلك لأن العبد يكتب على نفسه لمولاه ثمنه ، ومولاه يكتب له عليه عتقه . [6] في ت : « فقالت هاتي » . [7] كذا في « الديوان » ، ر ، ح . والمحرم : الحرام . وفي ت : « مأثم » . وفي سائر النسخ : « مجرم » بالجيم المعجمة .