لقيت عمر بن أبي ربيعة فقلت له : يا أبا الخطَّاب ، أكلّ ما قلته في شعرك فعلته ؟ قال : نعم ، وأستغفر اللَّه . قدوم عمر الكوفة ونزوله على عبد اللَّه بن هلال أخبرني عليّ بن صالح عن أبي هفّان عن إسحاق عن عبد اللَّه بن مصعب قال : قدم عمر بن أبي ربيعة الكوفة ، فنزل على عبد اللَّه بن هلال الذي كان يقال له صاحب إبليس ، وكان له قينتان حاذقتان ، وكان عمر يأتيهما فيسمع منهما ، فقال في ذلك : < شعر > يأهل بابل ما نفست [1] عليكم من عيشكم إلَّا ثلاث خلال ماء الفرات وطيب ليل بارد وغناء مسمعتين لابن هلال < / شعر > وصف الشعراء للبرق وما قاله عمر في ذلك أخبرني عليّ بن صالح عن أبي هفّان عن إسحاق عن رجاله : أن عمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد وأبا ربيعة المصطلقيّ ورجلا من بني مخزوم وابن أخت الحارث بن خالد ، خرجوا يشيّعون بعض خلفاء بني أمية . فلمّا انصرفوا نزلوا « بسرف » فلاح لهم برق ؛ فقال الحارث : كلَّنا شاعر ، فهلمّوا نصف البرق . فقال أبو ربيعة : < شعر > أرقت لبرق آخر الليل [2] لامع جرى من سناه ذو الرّبا فينابع [3] < / شعر > فقال الحارث : < شعر > أرقت له ليل التّمام [4] ودونه مهامه موماة وأرض بلاقع [5] < / شعر > فقال المخزوميّ : < شعر > يضيء عضاه [6] الشّوك حتّى كأنّه مصابيح أو فجر من الصّبح ساطع < / شعر > فقال عمر : < شعر > أيا ربّ لا آلو المودّة جاهدا لأسماء فاصنع بي الذي أنت صانع < / شعر > ثم قال : مالي وللبرق والشوك ! بقية خبر اجتماع عمر والنسوة اللاتي واعدهنّ بالعقيق أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدثنا العمريّ عن الهيثم بن عديّ قال :
[1] نفس عليه كذا : جسده عليه . [2] في ح ، ر : « لاح في الليل » . [3] كذا في ت . و « ينابع » : اسم مكان أو جبل أو واد في بلاد هذيل . وفي سائر النسخ : « فيتابع » بالتاء ، وهو تصحيف . [4] ليل التمام : أطول ليالي الشتاء . [5] المهامة : جمع مهمة وهو المفازة البعيدة . والموماة : الفلاة الواسعة الملساء . والبلاقع : جمع بلقع وهي الأرض القفراء ؛ قال في « اللسان » ( مادة « بلقع » ) : وأرض بلاقع ، جمعوا لأنهم جعلوا كل جزء منها بلقعا . [6] العضاه : كل شجر يعظم وله شوك ، وهو كثير الأنواع .