الحزاميّ [1] عن عبد العزيز بن عمران قال : قال ابن أبي عتيق لعمر وقد أنشده قوله : صوت < شعر > بينما ينعتنني أبصرنني دون قيد [2] الميل يعدو بي الأغر قالت الكبرى أتعرفن الفتى قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيّمتها [3] قد عرفناه وهل يخفى القمر < / شعر > - الغناء في هذه الأبيات لابن سريج خفيف رمل بالبنصر - فقال له ابن أبي عتيق : - وقد أنشدها - أنت لم تنسب بها ، وإنما نسبت بنفسك ، كان ينبغي أن تقول : قلت لها فقالت لي ، فوضعت خدّي فوطئت عليه . عود إلى سيرته وخلقه أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال : لم يذهب على أحد من الرّواة أنّ عمر كان عفيفا يصف ولا يقف [4] ، ويحوم ولا يرد . أخبرني محمد بن خلف قال حدّثنا أحمد بن منصور عن ابن الأعرابيّ ، وحدّثني عليّ بن صالح قال حدّثنا أبو هفّان عن إسحاق الموصليّ عن رجاله ، قالوا : كان ابن أبي ربيعة قد حجّ في سنة من السنين . فلما انصرف من الحج ألفى الوليد بن عبد الملك وقد فرش له في ظهر الكعبة وجلس ، فجاءه عمر فسلَّم عليه وجلس إليه . فقال له : أنشدني شيئا من شعرك . فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا شيخ كبير وقد تركت الشعر ، ولي غلامان هما عندي بمنزلة الولد ، وهما يرويان كلّ ما قلت وهما لك . قال : ائتني بهما ففعل ، فأنشداه قوله : < شعر > أمن آل نعم أنت غاد فمبكر < / شعر > فطرب الوليد واهتزّ لذلك ، فلم يزالا ينشدانه حتى قام ، فأجزل صلته وردّ الغلامين إليه . مميزات شعره حدّثني عليّ بن صالح بن الهيثم الأنباريّ الكاتب الملقّب « كيلجة » [5] قال حدّثني أبو هفّان قال حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الموصليّ عن مصعب بن عبد اللَّه الزّبيري ، وأخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار عن عمه مصعب أنه قال : راق عمر بن أبي ربيعة الناس وفاق نظراءه وبرعهم بسهولة الشعر وشدّة الأسر ، وحسن الوصف ، ودقّة المعنى وصواب المصدر ، والقصد للحاجة ، واستنطاق الربع ، وإنطاق القلب ، وحسن العزاء ، ومخاطبة النساء ، وعفّة المقال ، وقلَّة الانتقال ، وإثبات الحجّة ، وترجيح الشكّ في موضع اليقين ، وطلاوة
[1] في ت : « الحراميّ » . وفي ب ، س : « الخزاميّ » وكلاهما تصحيف ؛ إذ هو إبراهيم بن المنذر بن عبد اللَّه بن المنذر بن المغيرة بن عبد اللَّه بن خالد بن حزام الأسدي الخزاميّ . ( انظر « تقريب التهذيب » ) . [2] قيد الميل : قدره . [3] تيمتها : استوليت عليها وشغلت قلبها . [4] في ت : « يصف ويقف » والمراد على روايتها أنه يقف عند الوصف لا يجاوزه . [5] ورد في « تهذيب التهذيب » أنه لقب محمد بن صالح بن عبد الرحمن البغدادي أبي بكر الأنماطي . ثم قال : ويقال اسمه أحمد أه ولم يضبطه . ولعل كيلجة لقب لعلي بن صالح كما هو لقب لمحمد هذا . وفي « القاموس » : « كيلجة لقب محمد بن صالح » وضبطه بالفتح : وضبطه السيد محمد مرتضى بكسر الكاف وفتح اللام ، ثم قال : ومثله في « المصباح » و « المغرب » و « شرح التقريب » للحافظ السخاوي .