وهو مركب من نقرة كالسكون ثم سكون قدر نقرة ثم بين كل اثنتين سكون . فهذه أصول التراكيب وإنما تكرر بحسب استيفاء الأدوار . وتكلم بعد هذا على أنواع أخرى من الأغاني ثم قال : واعلم أن اللحن يسمى مطلقا إذا لم يكن مقيدا بلفظة تدل على وصفه كالثقيل والخفيف وخفيف الخفيف . ويذكر بعد اللحن موقع الأصبع الذي يبتدأ به ليهتدي إلى قراره ، فيقال مثلا : ثاني ثقيل مطلق أو ثاني ثقيل بالوسطى أو بالخنصر في مجرى البنصر أو خفيف رمل بالبنصر أو خفيف ثقيل أوّل بالبنصر إلى غير ذلك ، وهو المعروف عند أصحاب هذا الفن بمواقع الأصابع من الدساتين . نسخ الأغاني نسخ الأغاني الموجودة بدار الكتب والتي روجعت عليها هذه الطبعة هي : ( 1 ) نسخة ت وهي النسخة التيمورية المرموز إليها بالحرف « ت » . وليس لدينا منها سوى الجزء الأوّل استعرضناه من حضرة صاحب السعادة أحمد تيمور باشا عندما بدأنا في تصحيح « كتاب الأغاني » . وقد أخبرنا سعادته أن ليس لديه من هذه النسخة سوى هذا الجزء . وهو جزء مخطوط يقع في 246 ورقة تنتهي بآخر المجنون ( قيس بن الملوّح ) . وقد كتب على الصفحة الأولى منه عنوان الكتاب واسن مؤلفه وفهرس لما فيه من التراجم ، بخط واضح بيّن . وفي أعلى الصفحة جملة لم يبن منها سوى هذه الكلمات : « في ملك . . العلي . . . الحنبلي عفا اللَّه عنه وعافاه » . وفي وسط الصفحة كتب بخط كبير كلمات شطب عليها ولم نتبيّن منها بعد الشطب بمنتهى الصعوبة سوى : « شرى من دار السلام أحد وعشرون جزءا من كتب العبد الفقير إلى اللَّه تعالى . . . بن يوسف بن عمر . . . بن رسول عفا اللَّه عنه » . وفي جانبها الأيمن من الأسفل خط مشطوب لم نتبين منه بعد الجهد سوى هذه الكلمات : « حاز النسخة الشيخ العالم . . . من تركة . . . العبد الفقير إلى ربه الغنيّ الغفار سنة 937 » . وفي الجانب الآخر كتب بحبر أحمر لم نتبينه كله وهو : « هذا خط ملك اليمن . . . الملك . . . رحمة اللَّه عليهم أجمعين . . . وكل منهما ترجم عثمان وأنشد لشيخ الإسلام [1] : < شعر > مذ مدّ مجد الدّين في أيامه من بعض أبحر علمه القاموسا نسخت صحاح الجوهريّ كأنها سحر المدائن حين ألقى موس < / شعر > ويبلغ طول الصفحة منها 24 سنتيمترا وعرضها 16 سنتيمترا وطول ما رسم منها 19 سنتيمترا بعرض 11 سنتيمترا وفي كل صفحة 15 سطرا . وليس بهوامشها سوى بعض كلمات أو جمل سقطت من الأصل فاستدركها الناسخ ويكتب في نهايتها كلمة « صح » إشارة إلى سقوطها من الأصل ، أو روايات مختلفة عن نسخ أخرى ، ويكتب فوقها الحرف « خ » إشارة إلى روايتها بهذا النص في نسخة أخرى .
[1] نسب هذين البيتين السيد مرتضى في « شرح خطبة القاموس » لنور الدين علي بن محمد العفيف المكي المعروف بالعليفي .