responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 86


مهرة يستطيعون ان يصنعوا أجساما كجسم الانسان ، بكل مواصفاتها ، فلنجرب ؟ ؟ لو كان معارضو الروح يصرون على حقيقة مبدئهم ؟ ولنصنع مئات من أمثال هذه الأجسام ، ولنضعها في شتى الميادين ، في بقعة الأرض الفسيحة ، ثم لننتظر ذلك الوقت الذي تمشى فيه هذه الأجسام وتتكلم وتأكل بناء على تأثيرات العالم الخارجي ! ؟ .
* * * فهذا عن أماكن بقاء الحياة بعد الموت .
ثانيا : ضرورة الآخرة لنفكر الآن في الأسباب التي أقام الدين عليها دعوته إلى الايمان بهذه النظرية : ان الحياة ، كما نتصور ، ليست غدوا ورواحا ، كما يراها الفيلسوف الألماني ( نيتشه ) ، والتي تمتلئ وتخلو كالساعة ، ولا هدف لها أكثر من ذلك . . ان الحياة الآخرة ذات هدف عظيم ، هو المجازاة على أعمال الدنيا ، خيرا كانت أو شرا . وهذا الجزء من نظرية الآخرة يكاد يتضح جليا حين نعلم أن اعمال كل انسان تحفظ وتسجل بصفة دائمة ، وبغير توقف .
وللإنسان ثلاثة أبعاد ، يعرف من خلالها ، هي : نيته ، وقوله ، وعمله . وهذه الأبعاد الثلاثة تسجل بأكملها . فكل حرف يخرج عن لساننا ، وكل عمل يصدر عن عضو من أعضائنا ؟
يسجل في الأثير ( الفضاء ) ، ويمكن عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيله ، لنعرف ؟
إذا شئنا ؟ كل ما قاله ، أو فعله أي انسان في هذه الحياة الدنيا ، من خير أو شر .
ان الأفكار تخطر على بالنا ، وسرعان ما ننساها ، ويبدو لنا أنها انتهت ، فلم يعد لها وجود ، ولكنا ، بعد فترة طويلة ، نراها رؤى خلال النوم ، أو نذهب نتكلم عنها في حالات الهستريا أو الجنون ، دون أن ندري شيئا مما نقول . وهذه الوقائع تثبت قطعيا أن العقل أو الحافظة ليست تلك التي نشعر ونحس بها فحسب ، وانما هناك أطراف أخرى من هذه الحافظة لا نشعر بها ، وهي ذات وجود مستقل ، وذات كيان قائم بنفسه .
ولقد أثبتت التجارب العلمية أن جميع أفكارنا تحفظ في شكلها الكامل ، ولسنا قادرين على محوها أبدا ، وأثبتت هذه التجارب أيضا أن الشخصية الانسانية لا تنحصر فيما نسميه الشعور ، بل هناك أجزاء أخرى من الشخصية الانسانية تبقى وراء الشعور ، يسميها فرويد : ما تحت الشعور ، أو اللاشعور . وهذه الاجزاء تشكل جانبا كبيرا من شخصيتنا بل هي الجانب الأكبر منها فمثلها لمثل جبل من الجليد في أعالي البحار أجزاؤه الثمانية مستكنة تحت الماء ، على حين لا يطفو منه الا الجزء التاسع . وتلك هي ما نسميه :
( تحت الشعور ) ، الذي يسجل ويحفظ كل ما نفكر فيه ، أو ننتويه .

86

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست