responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 84


وحيث إن قياسه لا يصدق هذه القضية ، فهي ليست بحقيقة لفظية . وقياسه كما يلي :
بناء على علم الأعصاب ( Neurology ) لا يمكن معرفة العالم الخارجي ، والاتصال به ، الا عندما يعمل الذهن الانساني في حالته العادية ، وأما بعد الموت ، فهذا الادراك مستحيل ، نظرا إلى بعثرة تركيب النظام الذهني [1] .
ولكن هناك قياسات أخرى أقوى من هذا القياس ، وهي تؤكد أن بعثرة الذرات المادية في الجسم الانساني لا تقتضي على الحياة ، فان الحياة شئ آخر ، وهي مستقلة بذاتها ، باقية بعد فناء الذرات المادية وتغيرها .
ومن المعلوم أن الجسم الانساني يتألف من أجزاء ( ذرات ) ، تسمى الخلايا ، ومفردها :
خلية ( cell ) . وهي ذرات صغيرة جدا ومعقدة ، يزيد عددها في الجسم الانساني العادي 0000000000000 ، 260 خلية . ويبدو أن هذه الخلايا مثل الطوب الصغير ، ينبني منه هيكل أجسامنا . ولكن الفرق بين طوب أجسامنا والطوب الطيني شاسع جدا . . فطوب الطين الذي يستخدم في العمارات يبقى كما هو ؟ نفس الطوب الذي صنع في المصنع ، واستخدم في البناء للمرة الأولى . . بينما يتغير طوب هياكلنا في كل دقيقة ، بل في كل ثانية ، ان خلايا أجسامنا تنقص بسرعة ، كالآلات التي تتآكل باحتكاكها واستهلاكها ، ولكن هذا النقص يعوضه الغذاء ، فهو يهيء للجسم قوالب الطوب التي يحتاج إليها بعد نقص خلاياه واستهلاكها [2] . فالجسم الانساني يغير نفسه بنفسه بصفة مستمرة ، وهو كالنهر الجاري المملوء دائما بالمياه ، لا يمكن أن نجد به نفس الماء الذي كان يجري فيه منذ برهة ، لأنه لا يستقر ، فالنهر يغير نفسه بنفسه دائما ، ومع ذلك فهو نفس النهر الذي وجد منذ زمن طويل ، ولكن الماء لا يبقى ، بل يتغير .
و جسمنا مثل النهر الجاري ، يخضع لعملية مستمرة ، حتى أنه يأتي وقت لا تبقى فيه آية خلية قديمة في الجسم ، لأن الخلايا الجديدة أخذت مكانها . وهذه العملية تتكرر في هذه الطفولة والشباب بسرعة ثم تستمر بهدوء ملحوظ في الكهولة ولو حسبنا معدل التجدد في هذه العملية فسوف نخرج بأنها تحدث مرة كل عشرة سنين . ان عملية فناء الجسم المادي الظاهري تستمر ، ولكن الانسان في الداخل لا يتغير ، بل يبقى كما كان : علمه ، وعاداته ، وحافظته ، وأمانيه ، وأفكاره ، تبقى كلها كما كانت . انه يشعر في جميع مراحل حياته بأنه هو الانسان



[1] Religion and Scientific Outlook , p . 206 .
[2] لم نشبه الخلية بالطوب الا لشبه ظاهري ، والحقيقة أن الخلية عملية معقدة للغاية ، وهي في ذاتها جسم كامل ، ويبحث عنها في علم الخلايا Cytoiogy .

84

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست