نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 176
انه لمن الطريف أن يقوم الأفراد بسد حاجات حكومة تملك ، بل تحتكر كل وسائل الانتاج ! ان الاحصائية تدلنا على أن احدى الجمهوريات السوفيتية حصلت من الافراد على ستة وعشرين في المائة من البطاطس ، وأربعة وثلاثين في المائة من البيض ، لسد احتياجاتهم المحلية ، وهكذا اضطرت إلى شراء أشياء أخرى من الأفراد ، لاستهلاكها محليا [1] . ومن العواقب الوخيمة لهذه الملكية الجماعية أن روسيا ؟ التي كانت من بين الدول الكبرى المصدرة لانتاجها الزراعي في عهد القيصرية اضطرت إلى شراء خمسة عشر مليونا من أطنان القمح ، من كل من : استراليا ، وكندا ، والولايات المتحدة الأمريكية . وهذه الحال مستمرة في التدهور ، فقد اشترت روسيا 000 ، 250 ، 1 طنا من القمح من الولايات المتحدة ، فيما بين ؟ 1941 56 . . وهذا هو الذي يجري في الصين الشيوعية [2] . * * * وتؤكد هذه التجارب القاسية التي خاضتها البشرية أن العقل الإلهي ؟ الذي هو منبع القانون الحقيقي ؟ هو أعرف بالطبيعة الانسانية ، وأكثر فهما لمسائلها ومشكلاتها . ان في الدين جوابا محددا لكل الأسئلة التي تؤرقنا في كفاحنا الحضاري . انه يوجهنا إلى المشرع الحقيقي الطبيعي ، وهو يضع لنا الأساس النظري للقانون . فهو يمنحنا أساسا صائبا لكل مسألة في الحياة البشرية حتى يمكن لها الوصول إلى أعلى درجات الازدهار والرقي ، وهو الصورة الوحيدة للمساواة الكاملة بين الحاكم والرعية . وهو يهيء الأساس النفسي ، الذي يصبح القانون بدونه مشلولا بلا حراك ، وهو يخلق لنا ذلك المناخ المناسب الذي لابد منه لتطور أي مجتمع تطورا حيويا وفعالا . وهكذا يعطينا الدين كل ما نحتاج اليه لبناء الحضارة ، في حين لا يتيح لنا الالحاد والكفر شيئا ما ، سوى الضياع والفاقة ، فهو عقيم لا يجدي نفعا . * * *