نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 173
المعيشة ان النظام الذي يقره الاسلام في المعيشة يسلم بالملكية الفردية لوسائل الانتاج الزراعي ، وهيكل المعيشة في الاسلام يقوم على أساس الملكية الفردية . وقد راج هذا النظام عصورا طويلة في العالم [1] . ثم تعرض بعد الثورة الصناعية لنقد قاس ، حتى أن المثقفين رضوا بالغائه . وقد راج في أوربا ، فيما بين النصف الأخير من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ، شعور بأن الملكية الفردية أحد القوانين المجرمة التي تفشت في عصر الجاهلية المظلم . . وأنهم قد استطاعوا الآن أن يكشفوا عن نظام الملكية الجماعية ؟ التي هي أقوى أساس لتنظيم المعيشة . ثم بدأت أول تجربة للنظرية الجديدة ؟ الملكية الجماعية ، ونفذت على رقعة واسعة من الأرض ، وبدأت دعاية كبيرة في شأنها ، وعقدت عليها آمال كبار ، ولكن التجربة الطويلة أثبتت أن هذا النظام ، رغم الجهود الضخمة التي بذلت في سبيله ، لم يأت الا بانتاج أقل من الانتاج الذي يأتي به نظام الملكية الفردية . هذا ، فضلا عن نقائصه الكثيرة التي تتلخص في كونها غير طبيعية ، إلى استخدام العنف لتنفيذها ، وأنها تمنع التقدم الانساني ، وأنها أكثر من الأنظمة الرأسمالية تركيزا ، واستغلالا ، ودكتاتورية . * * * وسوف أضرب هنا مثالا لروسيا ، لقد نفذت الحكومة الروسية نظام ( الملكية الجماعية ) في جميع أنحاء البلاد ، والدولة تملك جميع الأراضي الزراعية ، فهي تقوم بزراعة أراضيها في صورة المزارع الجماعية . وقد منح القانون الزراعي الذي أصدرته الدولة عام 1935 الفلاح حقا بملكية الثلث أو نصف الفدان ، أو فدانين في بعض الأحوال الاستثنائية ، وسمح له أن يربي بعض الأنواع من الحيوانات ، مثل الأبقار والأغنام والدجاج .
[1] نظام الملكية الفردية الذي راج في العالم هو أثر من آثار الدين . ولذلك خالف ماركس وأتباعه الأديان بشدة ، حتى يتمكنوا من طرد فكرة الملكية الفردية من أذهان الأفراد .
173
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 173