نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 163
ولم يستطع القانون الجديد أن يحرم الخمر ، لأنه يؤمن بأن الأكل والشرب حق من الحقوق الطبيعية للانسان ، وهو حر في اقتناء كل ما يريد أن يأكله ويشربه ، وليس للقانون أن يتدخل في حقوق الطبيعية ، ومن ثم لم يكن شرب الخمر والسكر الذي يتبعه جريمة في الواقع ، الا إذا اعتدى شارب الخمر على أحد المواطنين في هذه الحالة من السكر ، أو خرج إلى الشارع وهو سكران ، فالجريمة ليست هي حالة السكر ، بل الاعتداء على الآخرين في تلك الحالة ! . والخمر تضر بالصحة ، وتبدد أموال الناس ، وتؤدي بمدمنيها إلى كوارث اقتصادية محققة ، وتضعف الشعور الأخلاقي ، حتى أن الانسان يتحول إلى حيوان رويدا رويدا . والخمر خير مساعد للمجرمين ، فهي تشل الإحساسات اللطيفة ، حتى يستطيع الانسان اقتراف أية جريمة من السرقة والقتل ، وهدر العصمة . ولكن القانون الانساني رغم هذه المعايب الشنيعة ؟ لن يتمكن من تحريم الخمر ، لأنه لا يجد جوابا يسوغ تدخله في حق من حقوق الانسان الطبيعية ! ! . ولن نجد حلا لهذه المشكلة الا في قانون الله ، ان قانونه يبين رضا حاكم الكون ، فان كون أي قانون قانون الله يحمل معه أولوية تنفيذه ، ولا يحتاج بعد ذلك دليلا آخر . وهكذا يسد القانون الإلهي فجوة عميقة ، نتمكن بعدها من إحالة أي عمل إلى دائرة القانون . * * * رابعا ؟ القانون الاخلاق لا يستطيع القانون أن يستقل بذاته في أي وقت من الأوقات ، بل لابد له أن يقترن بالأخلاق . ولتوضيح هذه النقطة نقول : ؟ 1 لو طرحت قضية أمام القانون ؟ على سبيل المثال ؟ وتعمد الفريقان وشهودهما الكذب فلم يتبين الصدق أمام القاضي ، فسوف يقضي على العدل ، ولن يتمكن القاضي من الحصول عليه مهما حاول . ولذلك كان لا بد من قانون آخر وراء القانون ، يحرك الناس ، ويحملهم على الادلاء بالبيانات الصادقة للوصول إلى العدل . وقد اعترفت جميع محاكم العالم بهذا المبدأ ، حتى أنها تلزم كل شاهد ( أن يقسم بالله أن يقول الحق ) قبل الادلاء بشهاداته . وهو دليل واضح يؤكد أهمية العقائد الدينية لصون حرمة القانون . بيد أن المجتمع الجديد قد قضى على أهمية المعتقدات الدينية ، حتى أصبحت أيمان المحاكم أضحوكة ، وتقليدا لا يأتي بنفع ، أي نفع ! . ؟ 2 ومما لابد منه أن يكون أي عمل يعاقب عليه القانون ( جريمة ) في نظر المجتمع أيضا ، وأي بند من قانون مكتوب لا يمكنه أن يخلق نفسية في المجتمع ، ترى في عمل ما جريمة ،
163
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 163