نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 161
إسم الكتاب : الإسلام يتحدى ( عدد الصفحات : 188)
الطبيعة هو وحده الذي يليق أن يضع دستور حضارة الانسان ومعيشته . وليس هناك من أحد غيره سبحانه ، يمكن تحويله هذا الحق . ان هذا الجواب معقول وبسيط لدرجة أنه يصرخ قائلا ، لو استطعنا أن نسمع نداءه : هل هناك أحد غير الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يسوي هذه المشكلة المصيرية ؟ . لقد وصلت بنا هذه الإجابة إلى مكانها الحقيقي من التشريعي والمشرع ، بعد أن استحال علينا المضي خطوة ما في ظلام الضلالة عن الهدى الحقيقي . انه لا يمكن قبول انسان حاكما ومشرعا للانسان ، ولا يستمتع بهذا الحق الا خالق الانسان ، وحاكمه الطبيعي : الله . ثانيا ؟ العناصر الأساسية للتشريع ومن أهم الأسئلة لدى علماء القانون تحديد عناصر التشريع . . هل هي كلها إضافية ، أو ان هناك عنصرا أو عناصر أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في أي دستور عند تعديله ، أو تجديده ، أو تغييره ؟ . . لم يستطع خبراء التشريع الوصول إلى اتفاق في هذا الصدد ، رغم البحوث الطويلة التي أجريت في هذا الباب . وهم يسلمون ، نظريا ، بأنه لا بد من عنصر في التشريع يتمتع بالدوام والأبدية ، مع عناصر أخرى تتصف بالمرونة ، فيمكن الاستغناء عنها عند الضرورة . ويرون أيضا أن افتقار الدستور إلى أحد العنصرين : الأبدي والإضافي سوف يكون مصدر شقاء دائم للبشرية . وقد عبر عن هذه الحالة أحد قضاة الولايات المتحدة الأميريكية ، وهو القاضي كاردوزو Cardozo على النحو التالي : من أهم ما يحتاج اليه التشريع اليوم : أن نصوغ له فلسفة للتوفيق بين الرغبات المتحاربة حول ثبات عنصر ، وتغير عنصر آخر [1] . ويقول خبير آخر في شؤون القانون ، وهو البروفسور راسكو باوند : لا بد من عنصر التحكم في التشريع ، ولكن هذا لا يعني أن يصبح التشريع جامدا . ولذلك بذل الفلاسفة قصارى جهودهم للتوفيق بين مقومات التحكم والتغيير في هذا المجال [2] . والحق أنه لا يمكن التوصل إلى أساس يميز بين عناصر القانون الذي وضعه الانسان ، بعضها وبعض ، فكل عنصر يدعي أنه صالح للدوام يلزمه أن يقدم دليلا على ذلك ، وهو
[1] The Growth of Law . [2] Interpretations of Legal History , p . 1 .
161
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 161