نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 102
خامسا ؟ البحث النفسي لقد أثبت البحث النفسي ، الذي ذكرناه آنفا ، أن جميع أفكار الانسان ؟ أو بعبارة أخرى : جميع خلايا مخه ؟ تبقى بصفة دائمة . وهذا الواقع يثبت بصراحة أن عقل الانسان ليس بجزء من جسمه ، فان جميع خلايا وأنسجة الجسم تتغير تغيرا كاملا في بضعة أعوام ، ولكن سجل اللاشعور لا يقبل أي تغير أو مغالطة أو شبهة على رغم مرور مئات السنين . ولو كان هذا السجل الحافظ كائنا في الجسم فلا أدري أين مكانه منه ؟ وفي أي جزء يكمن على وجه الخصوص ؟ ولو كان في أحد أجزاء هذا الجسم ، فلماذا لا يزول عندما تزول هذه الأجزاء بعد سنوات عديدة ؟ ما أعجب هذا السجل الذي تتحطم جميع لوحاته تلقائيا ، ولكنه لا يفنى ولا يزول ! ؟ . ان هذه البحوث الجديدة في علم النفس تؤكد ، بصفة قاطعة ، أن الوجود الانساني لا تنحصر حقيقته في ذلك الجسم المادي الذي يخضع دوما لعمليات التحطم والاحتكاك والفناء ، بل هو شئ آخر ، غير هذا كله ، وهو لا يفنى ، بل يبقى مستقلا ، ولا يزول . ويعلم من هذا أيضا أن الحواجز وقوانين الزمن لا وظيفة لها الا في عالمنا هذا ، ولو كان هناك عالم آخر ، يبدأ عند فناء جسمنا المادي ، فهو يخلو تماما من هذه الحواجز والقوانين . ان كل ما نباشره من الأعمال والأفعال الشعورية يخرج في نطاق هذه القوانين والحواجز . ولو كانت هناك حياة عقلية أخرى ؟ كما يعتقد فرويد ؟ فمعناه أن هذه الحياة الجارية لن تفنى أبدا ، بل ستستأنف مسيرتها بعد الموت ، وسوف نكون على قيد الحياة ، فان هذا الموت لم يكن الا نتيجة من نتائج هذه الحواجز والقوانين الزمنية . أما وجودنا الحقيقي ؟ وهو اللاشعور ، كما يقول فرويد ؟ فهو حر مستقل عن هذه الحواجز والقوانين ، ولا يطرأ عليه الموت ، بل يأتي ( الموت ) على الجسد العنصري المادي ، ويبقى اللاشعور ؟ وهو الانسان الحقيقي ؟ كما هو . . ومثاله أن حادثا وقع قبل ربع قرن ، أو فكرا خطر ببالي قبل عشرين سنة ، وقد نسيت كليهما قاطبة ، ومع ذلك فاني أراهما في أحلامي اليوم . وتفسير ذلك عند علماء النفس هو أنهما كانا محفوظين في اللاشعور بأكمل صورهما وجزئياتهما ، كأنهما حدثا بالأمس ! ! . وقد نتساءل هنا : وأين هذا اللاشعور ؟ فلو كان منقوشا على الخلايا ؟ كالصوت مسجلا على الأسطوانات ؟ فان تلك الخلايا ، التي سجلت ذلك الحادث قبل ربع قرن ، أو هذه الفكرة قبل عشرين سنة ، قد تحطمت وزالت منذ سنين طويلة ، ولا علاقة لها ، في أي صورة ، بجسدي الموجود الآن . فأين هذا الفكر من جسدي ؟ تلك شهادة تثبت ؟ قطعيا ؟
102
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 102