نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 205
وما يؤدّي إلى غرضهم . وهم يعترفون بفضلي وعلمي وقوتي على هذا الأمر ، وذلك كما قال عمر لي في مرض موته : أما والله لئن وليتهم لتحملنهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء ( 1 ) . فهو يعرف بأنّي سوف أُقيم الشرع إذا وليتها ، لأنّي لا أنظر إلى الخلافة مثل ما كانوا ينظرون إلى الخلافة ، بل أنظر إليها على أنّها إقامة للدين الحنيف واستمرار لنهج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّهم أعادوها جاهلية ، لذلك صبرت وفي الحلق شجا وفي العين قذى ، فاستغلوا صمتي وهضموا حقّي وتناقلوها بينهم . وعندما وصلت الخلافة إليّ وبايعني الناس بعد مقتل عثمان لم يرق لقريش ذلك ، فنكثت طائفة ، وقسطت أُخرى ، ومرق آخرون ، فتحقّق قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ستقاتل من بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين " ، فقامت عائشة تحرّض الناس ضدّي ، ووقف معها طلحة والزبير وكانا قد بايعاني ثم نكثا بيعتي ، وقد زعموا أنّهم يطالبون بدم عثمان ، وقد كانوا هم أوّل من حرّض الناس وقاموا ضدّه إلى أن
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 186 ، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني : 510 .
205
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 205